Tahwilat Manhattan

Yasmin Carabi d. 1450 AH
138

Tahwilat Manhattan

تحويلة مانهاتن

Genres

جلس داتش روبرتسون فوق مقعد على جسر بروكلين وياقة معطفه العسكري مرفوعة، متصفحا بعينيه إعلانات فرص العمل. كانت فترة ما بعد الظهيرة شديدة الحرارة والرطوبة مختنقة بالضباب، وبدا الجسر هابطا ومنعزلا كتعريشة في حديقة كثيفة من صافرات القوارب البخارية. مر اثنان من البحارة. «أفضل مطعم رخيص يقابلنا بعد مطعم بي. إيه.»

شريك في دار سينما، حي مزدحم ... وفقا لمواصفات التحقيق ... ثلاثة آلاف دولار أمريكي ... يا إلهي ليس معي ثلاثة آلاف من عشر السنت ... بائع سيجار، مبنى مشغول، بيع اضطراري بالخسارة ... متجر لأجهزة الراديو والموسيقى مجهز بالكامل ... مشغول ... مصنع طباعة حديث متوسط الحجم مجهز بالأسطوانات، وجذوع تدوير آلات الحفر، ومغذيات آلة التفريز، ومطابع تجارية، وآلات طابعة، وورشة تجليد كاملة ... مطعم كوشر ومتجر لبيع الأطعمة المعلبة ... صالة بولينج ... مشغول ... قاعة رقص كبيرة في بقعة حيوية وامتيازات أخرى. «نشتري أسنانا اصطناعية»، ذهب قديم، بلاتين، مجوهرات قديمة. بالفعل يفعلون ذلك بحق الجحيم. «مطلوب مساعد». هذا يناسب قدراتك أيها السكير. معنونون، كتاب درجة أولى ... هذا بعيد عني ... فنان، مرافق، ورشة إصلاح سيارات ودراجات ودراجات بخارية ... أخرج ظهر مظروف ودون العنوان. ماسح أحذية ... ليس بعد. صبية، لا، أظنني لم أعد صبيا، متجر حلوى، باعة متجولون، غاسلو سيارات، غاسلو صحون. «تكسب وأنت تتعلم». طب الأسنان الميكانيكي هو أقصر طريق للنجاح ... ليست هناك مواسم كاسدة ... «مرحبا يا داتش ... ظننت أنني لن أصل إلى هنا مطلقا.» جلست بجواره فتاة شاحبة الوجه ترتدي قبعة حمراء ومعطفا من فرو الأرانب الرمادي. «يا إلهي، لقد سئمت قراءة تلك الإعلانات.» مد ذراعيه وتثاءب تاركا الورقة تنزلق على ساقيه. «ألا تشعر بالبرد وأنت جالس هنا فوق الجسر؟» «ربما ... لنذهب ونتناول الطعام.» قفز واقفا على قدميه ووضع وجهه الأحمر بأنفه النحيف المكسور بالقرب من وجهها، ونظر في عينيها السوداوين بعينيه الرماديتين الشاحبتين. ربت على ذراعها بقوة. «مرحبا يا فرانسي ... كيف حال فتاتي الصغيرة؟»

عادا في اتجاه مانهاتن، في الطريق الذي أتت منه. توهج أسفلهما النهر عبر الضباب. انجرفت باخرة كبيرة ببطء مارة بهما، حيث كانت الأنوار مضاءة بالفعل، وعلى حافة الممشى نظرا لأسفل على المداخن السوداء. «هل كان قاربا كبيرا مثل الذي سافرت إلى الخارج على متنه يا داتش؟» «كان أكبر من ذلك.» «مرحى، أود أن أذهب.» «سآخذك وقتا ما وأريك جميع الأماكن هناك ... لقد ذهبت إلى العديد من الأماكن وقد ذهبت إليها في الوقت الذي كنت فيه متغيبا عن الخدمة.»

ترددا في محطة القطارات السريعة. «هل معك أي نقود يا فرانسي؟» «بالطبع، معي دولار ... ولكن يجب أن أدخره للغد.» «كل ما معي هو آخر ربع دولار متبق. دعينا نذهب لتناول عشاء بقيمة 55 سنتا في ذلك المكان الصيني ... سيكون ذلك دولارا و10 سنتات.» «يجب أن أحتفظ بنيكل للذهاب إلى المكتب في الصباح.» «يا إلهي! اللعنة، ليت لدينا بعض المال.» «هل انتظمت في أي عمل بعد؟» «ألن أخبرك لو كان هذا قد حدث؟» «تعال، لدي نصف دولار مدخر في غرفتي. يمكنني أن أدفع منه أجرة النقل.» فكت نصف الدولار ووضعت نيكلين في الباب الدوار. جلسا في قطار الجادة الثالثة. «أخبريني يا فرانسي، هل سيسمحون لنا بالرقص وأنا أرتدي قميصا كاكيا؟» «لم لا يا داتش، يبدو جيدا؟» «إنه يشعرني بالضيق بعض الشيء.»

كانت فرقة الجاز في المطعم تعزف موسيقى هندوستانية. وكانت تفوح منه رائحة الشوب سوي والصوص الصيني. دخلا بهدوء إلى إحدى الحجيرات. كان الشباب الأملس الشعر والفتيات القصيرات الشعر يتراقصون وهم متعانقون. عندما جلسا تبادل كل منهما الابتسام في عيني الآخر. «يا إلهي، أنا جائع.» «أأنت كذلك يا داتش؟»

دفع ركبتيه إلى الأمام حتى التصقتا بركبتيها. قال عندما فرغ من تناول حسائه: «يا إلهي، إنك لفتاة جيدة. صدقا سأحصل على وظيفة هذا الأسبوع. وبعد ذلك سنحصل على مكان جميل ونتزوج.»

عندما نهضا للرقص كانا يهتزان لدرجة أنهما استطاعا بالكاد التمايل مع الموسيقى.

قال رجل صيني أنيق واضعا يده على ذراع داتش: «يا سيدي ... الرقص ممنوع من دون الملابس الملائمة ...»

قال بصوت هادر وهو يواصل الرقص: «ماذا يريد؟» «أظن الأمر يتعلق بالقميص يا داتش.» «إنه كذلك بحق الجحيم.» «أنا مجهدة. أفضل التحدث على الرقص على أي حال ...» عادا إلى مجلسهما وشرائح الأناناس التي قدمت لهما للتحلية.

سارا بعد ذلك شرقا على طول شارع 14. «ألا يمكننا الذهاب إلى مكان مبيتك يا داتش؟» «ليس لدي أي مكان للمبيت. لن تسمح لي العجوز الفظة بالبقاء، وستأخذ جميع أغراضي. صدقا إن لم أحصل على وظيفة هذا الأسبوع، فسأذهب إلى رقيب توظيف وأعيد إدراجي على قائمة المجندين.» «أوه لا تفعل ذلك؛ لن نتزوج أبدا إذن يا داتش ... يا إلهي، ولكن لماذا لم تخبرني؟!» «لم أكن أريد أن أقلقك يا فرانسي ... أنا عاطل عن العمل طوال ستة أشهر ... يا إلهي، إنه أمر كفيل بأن يقود المرء إلى الجنون.» «ولكن يا داتش إلى أين يمكننا أن نذهب؟» «يمكننا الذهاب إلى ذلك الرصيف ... أعرف رصيفا.» «الطقس بارد جدا.» «لم أستطع الشعور بالبرد عندما كنت معي يا حبيبتي.» «لا تتحدث هكذا ... أنا لا أحب ذلك.»

Unknown page