Al-Taḥṣīn li-asrār mā zāda min kitāb al-Yaqīn
التحصين لأسرار ما زاد من كتاب اليقين
Genres
فقاموا وخرجوا من الغار فإذا الماء قد غار والأشجار قد جفت.
فقال إخواني كم لبثنا في هذا الكهف؟
قالوا يوما أو بعض يوم @HAD@ !
قال ربكم أعلم بما لبثتم (17) إن في أمرنا لعجبا في ليلة يغور عين مثل هذا العين الغزيرة وتجف مثل هذه الأشجار المثمرة ولا عجب من أمر الله.
وقد مسهم الجوع وكان تمليخا قد باع ثمرا له حين خرج من المدينة وصره في ثوبه.
فقال من يذهب إلى المدينة ويشتري لنا طعاما فجعل كل واحد منهم يخاف من دقيوس.
فقال تمليخا إخواني لا أحد اجترى على ذلك إلا أنا ولكن يا راعي انزع ثيابك حتى ألبسها لعلهم ينكروني فنزع الراعي ثيابه فلبسها تمليخا فجعل يمر بمواضع لا يعرفها وعمران لم يرها وخرابات لم يعهدها فقال في نفسه إني غلطت الطريق فسأل رجلا نحو المدينة التي يسمى أفسوس.
فقال أفسوس أمامك.
قال فما اسم ملكها.
قال عبد الرحمن.
فازداد عجبا وجعل يمسح عينيه ويقول لعلي نائم ثم سار حتى أتى المدينة وإذا بابها على خلاف ما كان وإذا على الباب علمان منصوبان أبيض وأسود مكتوب عليهما لا إله إلا الله عيسى رسول الله فازداد عجبا ودخل المدينة فرأى الناس يقرءون الإنجيل.
فدنا من خباز فقال له يا خباز ما اسم مدينتكم هذه؟
قال أفسوس.
فقال ما اسم ملككم؟
قال عبد الرحمن.
Page 651