110

Tahrir Tahbir

تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر وبيان إعجاز القرآن

Investigator

الدكتور حفني محمد شرف

Publisher

الجمهورية العربية المتحدة-المجلس الأعلى للشئون الإسلامية

Publisher Location

لجنة إحياء التراث الإسلامي

سقط النصيف ولم ترد إسقاطه ... فتناولته واتقتنا باليد وبيت أبي حية أجزل لفظًا، وأتم معنى، وأحسن رونقًا وديباجة. ومن مليح التفسير الذي وقع في بيت قول بعض المغاربة بسيط صالوا وجالوا وضاؤوا واحتبوا فهم ... أسد ومزن وأقمار وأجبال فإنه أحسن فيه الترتيب، ووقع التفسير في عجز البيت كله، والمفسر في الصدر كل بحيث أتى كل قسم مستقلًا بنفسه، وجمع إلى ذلك المساواة، فإن لفظه طبق معناه، ومن التفسير نوع يتقدم التفسير فيه على المفسر، كقول زينب بنت زياد المؤدب من شواعر العرب طويل: ولا أبى الواشون إلا فراقنا ... وما لهم عندي وعندك من ثار وشنوا على أسماعنا كل غارة ... وقلت حماتي عند ذاك وأنصاري غزوتهم من مقلتيك وأدمعي ... ومن نفسي بالسيف والماء والنار فقولها: من مقلتيك وأدمعي ومن نفسي تفسير لبقية البيت. ومن معجز التفسير ما جاء في الكتاب العزيز منه كقوله تعالى: " والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومهم من يمشي على أربع " فذكر سبحانه الجنس الأعلى أولًا حيث قال: " كل دابة " فاستغرق أجناس كل ما دب ودرج. ثم فسر هذا الجنس بعد ذلك بالأجناس المتوسطة والأنواع، حيث قال:

1 / 192