123

Tahrir Maqal

تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل

Investigator

مصطفى باحو

Publisher

دار الإمام مالك

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Publisher Location

أبو ظبي - الإمارات العربية المتحدة

أو كبائر ومات مصرا عليها ممن رجحت حسناته على سيئاته وممن رجحت سيئاته على حسناته فعفي عنه أو لم يعف عنه واقتص منه بدخول النار من لحظة إلى آخر من يخرج منها بالشفاعة أو بفضل الله سبحانه، ويدخل فيهم من لا عقاب عليه، مثل أصحاب الأعراف الذين استوت حسناتهم وسيئاتهم. فيكون هؤلاء كلهم يعبر عنهم بأصحاب اليمين، إذ لا يبقى بعد هؤلاء إلا المخلدون في النار كما قال النبي ﵇: «ولم يبق في النار إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود» (١) يعني الكفار الذين أخبر الله تعالى في القرآن أنه لا يغفر لهم أصلا. وأما على التأويل الآخر وهو أن يكون المقربون من لا حساب عليه من المؤمنين، مثل السبعين ألفا فسيكون أصحاب اليمين من يناقش الحساب، وإن كانت مناقشة الحساب عذابا كما جاء في الخبر (٢). ويبقى النظر فيمن يحاسب حسابا يسيرا، فإن كان هو العرض كما قال ﵇ في تفسير الآية، فسيكون المقربون وغيرهم يشتركون فيه، إذ لا بد لكل أحد من العرض على الله تعالى، وإن كانت المحاسبة على الذنوب مما تقتضيه الآية، فسيكون الذين يحاسبون حسابا يسيرا هم الطبقة العليا من أصحاب اليمين، والله أعلم.

(١) رواه البخاري (٤٢٠٦ - ٦١٩٧ - ٦٩٧٥ - ٧٠٠٢) ومسلم (١٩٣) وابن ماجه (٤٣١٢) وأحمد (١١٦ - ٢٤٤) وابن حبان (٦٤٦٤) وابن أبي شيبة (٧/ ٤١٨) والطيالسي (٢٦٨) وأبو يعلى (٢٨٩٩ - ٣٠٦٤) وغيرهم كثير عن أنس، وهو جزء من حديث الشفاعة الطويل. (٢) رواه البخاري (١٠٣ - ٦١٧١ - ٦١٧٢) ومسلم (٢٨٧٦) وأبو داود (٣٠٩٣) والترمذي (٣٣٣٧) وأحمد (٦/ ٤٧ - ٩١ - ١٢٧) وغيرهم عن عائشة.

1 / 123