96

Tahrir Majalla

تحرير المجلة

Publisher

المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية, تهران, 2011

112 الضروري-في العناية الأزلية-مناصرة العقل بمساعد و قائد برفده في مهمتين:

الأولى: تعريفه ما لا يصل إدراكه إليه من مقادير الخير و الشر، و مقاييس السعادة و الشقاء.

الثانية: مؤازرته على عامليه إذا تمردا عليه، و هما: الشهوة و الغضب، و 1 الهوى و العاطفة.

فكان ذلك القائد و المساعد للعقل هم الأنبياء و الرسل الذين جاؤونا بالشرائع الإلهية و أسباب سعادة البشر في الحياتين.

و كانت عناية الشريعة الإسلامية بالأخص من بين سائر الشرائع السماوية قد اهتمت أشد الاهتمام بسن القوانين و الأحكام، و حفظ هذه الحياة حتى جعلتها في كفة الحياة الأخرى، بل أرجح منها، فقالت: «من لا معاش له لا معاد له» 2 ، و قالت: «ليس خيركم من ترك دنياه لآخرته و لا من ترك آخرته لدنياه، بل خيركم من أخذ حظا من هذه و حظا من هذه» 3 و: «اعمل لدنياك و اعمل لآخرتك» 4 و فوق ذلك كله قوله تعالى: و ابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة و لا تنس نصيبك من الدنيا 5 .

____________

(1) مكان حرف: (و) بياض في المطبوع، فأثبتناه مراعاة للسياق.

(2) لم نعثر عليه في مظانه بعد التتبع الحثيث.

(3) لم نعثر عليه بلفظه، و لكن قريب من هذا الحديث رواية: «ليس منا من ترك دنياه لدينه، أو ترك دينه لدنياه» .

لا حظ: الفقيه 3: 156، البحار 75: 321، الوسائل مقدمات التجارة 28: 1 (17: 76) .

(4) ورد الحديث بلفظ: «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، و أعمل لآخرتك كأنك تموت غدا» في: الفقيه 3: 156، الوسائل مقدمات التجارة 28: 2 (17: 76) .

(5) سورة القصص 28: 77.

Unknown page