Tahrir Afkar
تحرير الأفكار
Genres
وعلى هذا فلا وجه لتكذيب جابر، ولا حاجة لتفسير قوله بقول الرافضة، لأنه يحتمل أنه لم ينكر المعنى الأصلي، وإنما أراد أن المعنى المقيس على المعنى الأصلي لم يأت بعد، وذلك أن ابن يعقوب في تلك الحالة قعد عن العودة إلى أبيه، مع أن ذلك مخالف لغرض أبيه من حيث أنه يحزنه لأجل العاطفة الأبوية، فكانت صورة ذلك القعود صورة غير مرضية ولكن لها مبرر في الواقع، وهو أنه يحزنه إذا رجع وليس أخوه معه، وقد عاهد أباه ليأتينه به إلا أن يحاط به، فكان انتظاره ليعمل برأي أبيه، إما أن يرى أبوه له أن ينتظر خروج أخيه وإطلاقه من يد يوسف، وإما أن يرى له أبوه أن يعود بناء على أنه قد عجز عن استخراجه وآيس من ذلك وصدقه أبوه فيه، أو بناء على وحي من الله ينزل على أبيه أن الكبير من بنيه المنتظر معذور لم يقصر في حفظ أخيه، وليس عليه أن يبقى منتظرا. فكذلك ترك القيام لجهاد الظالمين في حال كثرة الجور، وظهور الفساد، وغلبة الظالمين، يكون صورته صورة منكرة، لأن الله تعالى أمر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في الله حق جهاده، ولكنه في تلك الحال للقعود مبرر، وهو أن علماء آل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)قليل مستضعفون في الأرض، وأعداؤهم الأموية في قوة سلطانهم، وقد جاء في الرواية أنهم يملكون ألف شهر، فكان انتظار هذا الأجل لقيام الثورة في أوانها أولى من تعرض أعلام العترة للهلكة، بحيث يضيع علمهم الذي ورثوه عن آبائهم قبل أن يكثر حملته من ذرياتهم ومن شيعتهم. والله أعلم.
ومن ذلك قوله أي ابن حجر : وقال شبابة عن ورقاء عن جابر: دخلت على أبي جعفر الباقر فسقاني في قعب حسائي ( كذا ) حفظت به أربعين ألفا.
Page 88