306

قلت: مثل هذا الكلام مما يدل على أن هؤلاء القوم وهذه الفرقة من أهل الحديث أعداء العلويين وأعداء شيعتهم وأن بين الفريقين كمال الانقطاع، لأن الخلاف في الرجال سببه الخلاف في المذاهب والعقائد. فأنت ترى كيف كذب أبا الطاهر بوقاحة وقلة حياء من أجل ظنه أن الرواية منكرة وظنه أن معنى حديث أنس: صليت خلف رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وأبي بكر وعمر فكانوا يستفتحون ب ] الحمد لله رب العالمين [، هو ترك الجهر بالبسملة، فكذب الزيلعي أبا الطاهر بناء على مذهبه واعتقاده أن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وأبا بكر كانوا لا يجهرون بها، وكذلك كذب أباه عيسى بن عبدالله لما مر بحديثه في البسملة أيضا وقد مر ذكره، فقال في نصب الراية ( ج 1 ص 345 ): وعيسى هذا هو والد أحمد بن عيسى المتهم بوضع حديث ابن عمر هو وضاع. قال ابن حبان والحاكم: روى عن آبائه أحاديث موضوعة، لا يحل الاحتجاج به. انتهى المراد.

قلت: ابن حبان لم يقل: إنه وضاع، وقد نقلنا كلامه فيه في هذا الكتاب. وأما الحاكم فإن أراد به أبا عبدالله النيسابوري فهو أجل من أن يقول فيه هذا، وليس في مستدركه شيء من ذلك وما أظنه إلا كذبا على الحاكم، وإن أراد به أبا أحمد فقد دلس لأنه أوهم بالإطلاق أنه النيسابوري. وليس قوله: « يروي الموضوعات » كقول الزيلعي: « وضاع » فقولهم: « يروي الموضوعات » معناه أن بعض ما يرويه موضوع. وكثير من المحدثين يروون ما هو موضوع عند آخرين، لأنه عند الراوي غير موضوع وليس ذلك جرحا في الراوي.

Page 312