237

أخرج الحاكم في المستدرك ( ج 4 ص 514 ) بسنده عن شقيق بن وائل قال: قال عبدالله: كيف أنتم إذ ألبستكم فتنة يهرم فيها الكبير، ويربو فيها الصغير، ويتخذها الناس سنة، فإذا غيرت قالوا: غيرت السنة... الخ ؟ وصححه الذهبي على شرط البخاري ومسلم.

وأخرج في ( ج 4 ص 515 ) بسنده عن داود بن أبي صالح قال: أقبل مروان يوما فوجد رجلا واضعا وجهه على القبر، فأخذ برقبته وقال: أتدري ما تصنع ؟ قال: نعم، فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب الأنصاري(رضي الله عنه)فقال: جئت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ولم آت الحجر، سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)يقول: « لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله، ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله ». هذا صحيح الإسناد.

قلت: وأقره الذهبي.

وأما الهجاء الذي هجا به الشوكاني خصومه فلا حجة فيه، وقد أجيب عنه. من ذلك قول محمد بن صالح السماوي صاحب الغطمطم:

تسنن الأوباش في عصرنا***منحصر في خمسة من بدع

البغض للآل وثلب الوصي***والضم والرفع وترك الورع

ولا إشكال أن دعوى انحصار تشيعهم في الأربع الخصال كذب واضح، وهو يدل على قلة ورع قائله وأنه لا يوثق به في مجال التعصب، لأنه يعلم أنه من تشيعهم إيجاب محبة أهل البيت واتباعهم ومدح أئمتهم الأبرار ونشر فضائلهم. كما أن في قوله: « عداوة السنة » نوع تدليس إن كان يعني سنة النواصب وشيعتهم، أما إذا أراد سنة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)التي يرويها علماؤهم فهو كاذب عليهم متعمد للكذب. ومثله قوله: « والثلب للأسلاف » فإن التعميم فيه تدليس.

Page 243