130

132...انما صنع الملك الظاهر ذلك تعظيما للبقعة الشريفة، لكنه حجز طائفة من الروضة المقدسة مما يلي بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وتعذرت الصلاة فيها غالبا مع فضلها وفضل الصلاة فيها، فلو عكس ما حجزه وجعله خلف بيت النبي صلى الله عليه وسلم من الناحية الشرقية، وألصق الدرابزين بالحجرة مما يلي الروضة لكان أخف؛ اذ الناحية الشرقية ليست من الروضة، ولا من المسجد المشار اليه، بل مما زيد في أيام الوليد، وهذا من أهم ما ينظر فيه، لكن ينبغي أن يعلم أن للظاهر سلفا في ذلك، وهو ما حجزه عمر بن عبد العزيز في الحائز على الحجرة الشريفة من جهة الروضة أيضا لكنه قليل والله أعلم (1).

واعلم أن الذي عمله الملك الظاهر نحو القامتين، فلما كان في سنة أربع وتسعين وستمائة زاد عليه الملك العادل زين الدين كتبغا (2) شباكا دائرا عليه ورفعه حتى وصله بسقف المسجد الشريف (3).

ومما أحدث قبل ذلك في سنة ست وسبعين وخمسمائة قبة...

Page 132