208

Tahqiq Fawaid

تحقيق الفوائد الغياثية

Investigator

د. علي بن دخيل الله بن عجيان العوفي

Publisher

مكتبة العلوم والحكم

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٤ هـ

Publisher Location

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

Genres

وهو الذي يُسَمَّى في علمِ النحو: أصلُ المَعنى، كما إِذَا كانَ الْمُخاطبُ غَبيًّا غيرَ ذكِي يستوي بالنِّسبة إليه كُلُّ التَّراكيبِ، وحينئذٍ يكونُ المطابقُ للحالِ ما يُفيدُ أصلَ المعنى لا غير؛ وهذا -أيضًا- نوعٌ من الخاصيَّة يُراعيها البليغُ. والحاصلُ: أنَّ كل علمٍ يتحصَّل بمتعلّقه (١)، ويُحصَّل لغرضه، ويستحصل بطريقه. ومتعلقُ (٢) علمِ المعاني: خواصُّ التَّراكيب. وغرضه: تطبيقُ الكلامِ على مُقتضى الحال، فمن المتكلِّم: بأن يُوردَ تركيبًا يُفيدُ مَعنًى مُنَاسبًا، وَهُو البليغ، ومن السَّامع (٣): بأن يَحمِله عليه؛ وهو لِذِي الطبع السَّليم، وطريقُه: الاستقراءُ والتَّتبُّعُ. وعلمُ البيان: معرفةُ مراتبِ العبارات الدَّالة على معنًى وَاحدٍ في الجلاء (٤)؛

= وَنِداء﴾ سورة البقرة: من الآية ١٧١. ومراده بـ "يُخرجها عن حُكْمِ النّعيق": تجاوز ما يفقه من مجرَّد الصَّوت إلى ما يخرج المعنى من أدنى درجات التّأليف. (١) في ب: "المتعلقة". (٢) في الأصل: "فمتعلق"، والمثبت من: أ، ب؛ وهو الأنْسب. (٣) "ومن" ساقطة من: أ. (٤) الجلاء: الوضوح. ينظر: الصّحاح (جلا): (٥/ ١٨٣٩)، وأَراد به: وضوح المعنى المراد بحسب الطُّرق المختلفة الكاشفة عنه. ويبدو للمتأمل في ثنايا هذا التعريف جودة سبكه، وإيجازه؛ فقد توارد عليه عقلان =

1 / 229