Taḥkīm al-ʿuqūl fī taṣḥīḥ al-uṣūl
تحكيم العقول في تصحيح الأصول
Genres
Qur’an
Your recent searches will show up here
Taḥkīm al-ʿuqūl fī taṣḥīḥ al-uṣūl
Al-Ḥākim Abū Saʿīd al-Muḥsin b. Muḥammad b. Karāma al-Jushamī al-Bayhaqī (d. 494 / 1100)تحكيم العقول في تصحيح الأصول
Genres
ويقال لهم: هل عذر أوضح وأصدق من قول من قال: لا أقدر؟ فلا بد من: بلى، فيقال: فإذا قال الله تعالى لعبده: لم كفرت؟ فيقول: يا رب للكفر خلقتني، وخلقت في الكفر، وحلت بيني وبين الإيمان ولم تقدرني عليه، أهو صادق أم كاذب؟.
فإن قالوا: كاذب، وافقونا، وإن قالوا: صادق.
قلنا: فهل يقبل هذا منه؟ فإن قالوا: نعم، خالفوا الأمة والكتاب والسنة، وإن قالوا: لا، نقضوا قولهم، أو وصفوه بأنه لا يقبل العذر الواضح الصادق .
ويقال لهم: أليس الله تعالى قال: ?وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا?[الإسراء:94]، فقولهم إنه بعث بشرا رسولا هو المنع أم لا؟.
فإن قالوا: لا خالفوا ظاهر الكتاب، وإن قالوا: نعم تركوا قولهم.
ويقال لهم: هل هذا العبد ممنوع من الإيمان أم لا؟ فإن قالوا: بضروب من المنع منها خلق الكفر وإرادته، والقدرة الموجبة له، وقضاؤه ورضاه به، ومنعه الإيمان، ولم يعطه القدرة والإرادة، ولا إرادة منه ولم يرض به، ولم يقض فهذا منعه من الإيمان.
قلنا: وكيف يصح قوله: ?وما منع الناس أن يؤمنوا?[الإسراء:94].
ويقال لهم: أليس غرضه الكفر من الكفار وخلق هو الكفر فيهم؟ فلا بد من: بلى، فيقال: فكيف قال ?كيف تكفرون بالله?[البقرة:28].
ويقال: المكلفون مخيرون أم مختارون؟ فإن قالوا: مختارون وافقونا، وإن قالوا: مجبرون، قلنا: كيف أجبرهم؟
فإن قالوا: أجبر المؤمن على الإيمان والكافر على الكفر.
Page 154