233

Tahdhib Riyasa

تهذيب الرياسة وترتيب السياسة

Investigator

إبراهيم يوسف مصطفى عجو

Publisher

مكتبة المنار

Edition Number

الأولى

Publisher Location

الأردن الزرقاء

وأستمعتهن وَأمرت بِإِخْرَاجِهِنَّ على الْحَالة الَّتِي أخرجن عَلَيْهَا فَلَا أنسى حسن ثغرها وعلو صَوتهَا بالقهقة وَقَالَت أَي بنت عَم أَي شَيْء أعْجبك من حسن صنع الله فِي العقوق حَتَّى أردْت ق ٤٩ أَن تنافسيني فِيهِ وَالله إِنِّي فعلت بنسائك الَّذِي فعلت فأسلمني الله ﷿ إِلَيْك ذليلة جائعة عُرْيَانَة فَكَانَ هَذَا مِقْدَار شكرك لله على مَا أولاك فِي ثمَّ قَالَت السَّلَام عَلَيْكُم وَوَلَّتْ فصاحت بهَا الخيزران لَيْسَ هَذَا لَك عَليّ اسْتَأْذن وإلي قصدت فَمَا ذَنبي فَرَجَعت وَقَالَت لعمري فقد صدقتي يَا أخية وَكَانَ مِمَّا ردني إِلَيْك مَا أَنا عَلَيْهِ من الضَّرَر والجهد قَالَت زَيْنَب فَنَهَضت إِلَيْهَا الخيزران لتعانقها فَقَالَت ليسي لذَلِك مَوضِع مَعَ الْحَال الَّتِي أَنا عَلَيْهَا فَقَالَت الخزيران لَهَا فالحمام إِذا وَأمرت جمَاعَة من جواريها بِالدُّخُولِ مَعهَا إِلَى الْحمام فَدخلت وَطلبت ماشطة ترمي مَا على وَجههَا من الشّعْر فَلم تزل حَتَّى خرجت من الْحمام فوافتها الْخلْع وَالطّيب فَأخذت من الثِّيَاب مَا أَرَادَت ثمَّ تطيب وَخرجت إِلَيْنَا فعانقها الخيزران وأجلستها فِي الْموضع الَّذِي يجلس فِيهِ أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمهْدي إِذا دخل فَقَالَت لَهَا الخيزران هَل لَك فِي الطَّعَام فَإنَّا لم نطعم بعد فَقَالَت وَالله مَا فيكُن أحد أحْوج إِلَيْهِ مني فجعلوه فَأتي بالمائدة فَجعلت تَأْكُل غير محتشمة وتلقمنا وتضع بَين أَيْدِينَا إِلَى أَن اكتفت ثمَّ غسلنا أَيْدِينَا فَقَالَت لَهَا الخيزران من وَرَاءَك مِمَّن تعنين بِهِ فَقَالَت مَا خَارج الدَّار أحد من خلق الله بَين وَبَينه سَبَب فَقَالَت الخيزران إِن كَانَ هَذَا هَكَذَا فقومي

1 / 327