79

Tahdhib Lugha

تهذيب اللغة

Investigator

محمد عوض مرعب

Publisher

دار إحياء التراث العربي

Edition Number

الأولى

Publication Year

٢٠٠١م

Publisher Location

بيروت

من برد الشَّمَال عُنّة. وَجَمعهَا عُنَنٌ وعِنان، مثل قُبّة وقباب. قَالَ: وسمِّي العِنِّينُ عِنّينًا لِأَنَّهُ يعنّ ذكرهُ لقبل المرأةِ من عَن يَمِينه وَعَن شِمَاله فَلَا يَقْصِدهُ. قَالَ: وعَنَنتُ الكتابَ، وعَنَّنته، وعلونتُه بِمَعْنى وَاحِد. أَبُو عبيد عَن الأمويّ: امْرَأَة عِنّينة، وَهِي الَّتِي لَا تُرِيدُ الرِّجَال. قَالَ أَبُو عبيد: وَقَالَ الْأَحْمَر: عنونت الْكتاب وعنّنته. وَقَالَ اللِّحياني: عنّنت الْكتاب تعنينًا، وعنَّيتُه تعنيةً، إِذا عنونته. وَقَالَ غَيره: فلانٌ عَنّانٌ على آنف الْقَوْم، إِذا كَانَ سباقًا لَهُم. وفلانٌ عنّانٌ عَن الْخَيْر وخَنَّاسٌ وكزَّام، أَي بطيءٌ عَنهُ. وعنعنة بني تَمِيم: إبدالهم الْهمزَة عينا، كَمَا قَالَ ذُو الرمَّة: أعَنْ توسَّمتَ مِن خَرقاء منزِلةً ماءُ الصبابة من عينيكَ مسجُومُ وَقَالَ جرانُ الْعود: فَمَا أُبن حتّى قُلْنَ يَا لَيْت عَنَّنا ترابٌ وعَنَّ الأرضَ بِالنَّاسِ تخْسَفُ وَقَالَ الْفراء: لُغَة قُرَيْش وَمن جاورهم أنَّ، وَتَمِيم وَقيس وأسدٌ وَمن جاورَهم يجْعَلُونَ ألف أنَّ إِذا كَانَت مَفْتُوحَة عينا، يَقُولُونَ: أشهد عَنَّك رسولُ الله، فَإِذا كسروا رجَعوا إِلَى الْألف. قَالَ: الْعَرَب تَقول: لأَنَّك تَقول ذَاك، ولَعَنَّك تَقول ذَاك، مَعْنَاهُمَا لعلَّك. وَيُقَال مَلأ فلانٌ عِنَان دابّته، إِذا أعداه وحَمَله على الحُضْر الشَّديد. وَأنْشد ابْن السّكيت: حرف بعيد من الْحَادِي إِذا مَلَأت شمسُ النَّهَار عِنانَ الأبْرَقِ الصَّخِبِ قَالَ: أَرَادَ بالأبرق الصَّخِب الجندب. وعِنانه: جَهده. يَقُول: يَرمَضُ فيستغيث بالطيران فَتَقَع رجلُه فِي جناحيه فَتسمع لَهما صَوتا. وَلَيْسَ صَوته من فِيهِ؛ وَلذَلِك يُقَال صرَّ الجندب. وللعرب فِي العِنان أَمْثَال سائرة. يُقَال: ذَلّ عنانُ فلَان، إِذا انْقَادَ. وفلانٌ أبيُّ العِنان، إِذا كَانَ ممتنِعا. وَيُقَال أَرْخِ من عِنانه، أَي رفِّه عَنهُ. وهما يجريان فِي عِنانٍ إِذا استَويا فِي فضلٍ أَو غَيره. وَقَالَ الطرمَّاح: سَيعْلَمُ كلُّهم أَنِّي مُسِنٌّ إِذا رفَعوا عنانًا عَن عِنانِ الْمَعْنى سَيعْلَمُ الشُّعَرَاء كلُّهم أَنِّي قارِح. وَجرى الفرسُ عِنانًا، إِذا جرى شوطًا. وَيُقَال: اثنِ عليَّ عنانَه، أَي رُدَّه عليّ وثنيت على الْفرس عِنانَه، إِذا ألجمتَه. وَقَالَ ابْن مُقبل يذكر فرسا: وحاوطني حتَّى ثنيتُ عنانَه على مُدبر العِلْباء ريانَ كاهلُه حاوَطني، أَي داورني وعالجني. ومدبِر عِلبائه: عُنُقه. أَرَادَ أنّه طَوِيل الْعُنُق، فِي علبائه إدبار. وَيُقَال للرجل الشريف الْعَظِيم السُّودَد: إِنَّه لطويل الْعَنَان. وفرسٌ طَوِيل الْعَنَان، إِذا ذُمَّ بقصر عُنُقه. فَإِذا قَالُوا قصير العِذار فَهُوَ

1 / 83