215

Tahdhīb al-lugha

تهذيب اللغة

Editor

محمد عوض مرعب

Publisher

دار إحياء التراث العربي

Edition Number

الأولى

Publication Year

٢٠٠١م

Publisher Location

بيروت

مَعْرُوف، وَهِي ضروبٌ مِنْهَا مَا يُثمر ثمرًا أحمرَ يُقَال لَهُ المُصَع.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: فِي بِلَاد باهلة معدِنٌ من مَعادن الفِضَّة يُقَال لَهُ عوسَجة. وعَوسَجةٌ من أَسمَاء الرِّجَال. والعواسج: قَبيلَة مَعْرُوفَة.
سجع: تَقول الْعَرَب: سجعت الْحَمَامَة تَسجَع سجعًا، إِذا دعَتْ وطرَّبتْ فِي صَوتهَا، فَهِيَ سَجوعٌ وساجعة، وحمامٌ سواجع.
وَقَالَ اللَّيْث: سجع الرجلُ، إِذا نطقَ بكلامٍ لَهُ فواصل. وصاحبُه سَجّاعةٌ.
قلت: ولمّا قضى النَّبِي ﷺ فِي جَنين امرأةٍ ضربتها أُخْرَى فسقطَ ميّتًا بغُرَّةٍ على عَاقِلَة الضَّاربة قَالَ رجلٌ مِنْهُم: (كَيفَ نَدِي مَنْ لَا شرِبَ وَلَا أكَل، وَلَا صاحَ فاستهلّ، وَمثل دَمه يُطَلُّ) قَالَ ﷺ (إيَّاكُمْ وسجعَ الكُهَّان) . ورُوي عَنهُ ج أَنه نَهَى عَن السَّجْع فِي الْكَلَام والدُّعاء، لمشاكلة كَلَام الكهنَة وسجعهم فِيمَا يتكهَّنون. فأمّا فواصل الْكَلَام المنظوم الَّذِي لَا يشاكل المسجَّع فَهُوَ مباحٌ فِي الْخطب والرسائل. وَالله أعلم.
وَقَالَ أَبُو عبيد: بَينهم أُسجوعة من السَّجع، وَجَمعهَا الأساجيع والساجع: القاصد فِي سيره. وكل قَصدٍ سجْع. قَالَ ذُو الرمة:
قطعتُ بهَا أَرضًا ترى وجهَ ركبِها
إِذا علَوها مُكفأ غير ساجعِ
أَرَادَ أنّ السَّمومَ قَابل هُبوبها وجوهَ الرّكْب فأكفئوها عَن مهبِّها اتِّقاء لحرِّها.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: نَاقَة ساجع: طَوِيلَة.
قلت: وَلم أسمع هَذَا لغيره.
وَيُقَال نَاقَة ساجع، إِذا طرَّبت فِي حنينها.
جعس: قَالَ اللَّيْث وَغَيره: الجَعْس العَذِرة. وَقد جَعَس يَجعَس جَعْسًا. قَالَ: والجُعسُوس: اللَّئِيم الخِلقة والخُلقُ. وهم الجعاسيس. وَقد مر تَفْسِيره فِي بَاب جعش.
(بَاب الْعين وَالْجِيم مَعَ الزَّاي)
عجز، عزج، جزع، جعز، زعج: مستعملات
عجز: قَالَ الله جلّ وعزّ: ﴿وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِى الاَْرْضِ وَلاَ فِى﴾ (العَنكبوت: ٢٢) قَالَ الْفراء: يَقُول الْقَائِل كَيفَ وصَفَهم الله أنّهم لايُعجِزون فِي الأَرْض وَلَا فِي السَّمَاء وَلَيْسوا فِي أهل السَّمَاء؟ فَالْمَعْنى مَا أَنْتُم بمعجزين فِي الأَرْض وَلَا من فِي السَّمَاء بمعجز. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: مَعْنَاهُ مَا أَنْتُم بمعجزين فِي الأَرْض وَلَا لَو كُنْتُم فِي السَّمَاء.
وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس: قَالَ الْأَخْفَش: مَعْنَاهُ مَا أَنْتُم بمعجزين فِي الأَرْض وَلَا فِي السَّمَاء، أَي لاتعجزوننا هربًا فِي الأَرْض وَلَا فِي السَّمَاء. قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وَقَول الْفراء أشهر فِي الْمَعْنى، وَلَو كَانَ قَالَ وَلَا أَنْتُم لَو كُنْتُم فِي السَّمَاء بمعجزين لَكَانَ جَائِزا.
قلت: وَمعنى الإعجاز الْفَوْت والسبق. يُقَال أعجزني فلانٌ، أَي فَاتَنِي. وَقَالَ اللَّيْث: أعجزَني فلانٌ، إِذا عَجزتَ عَن طلبه وإدراكه.
وَقَالَ الله فِي سُورَة سبأ (هـ): ﴿وَالَّذِينَ سَعَوْاْ فِى ﷺ
١٧٦٤ - ءَايَاتِنَا مُعَاجِزِينَ﴾ (الحَجّ: ٥١) وقرأه بَعضهم:

1 / 219