Tahdhib Fi Tafsir

Hakim Jushami d. 494 AH
94

والدعاء: النداء، دعا يدعو دعاء، والدعاء لله: سؤال الرحمة، والدعاء: الاستعانة: الدعاء إلى المنازلة، وأصل الجميع الطلب.

والشهادة: البينة، يقال: شهادة عدل، والشهادة نقيض الغيبة، وأصله من المشاهدة، وحده الإخبار بالشيء عن مشاهدة، والشاهد: فاعل الشهادة.

والصدق: نقيض الكذب، وحده الإخبار عن الشيء على ما هو به.

* * *

(الإعراب)

(من) في قوله: من مثله قيل للتبعيض؛ لأنه تحداهم ببعض ما هو مثله، وقيل: للجنس كقوله: (فاجتنبوا الرجس من الأوثان) وقيل: صلة وزيادة، كأنه قال: (فأتوا بسورة مثله)، ولا يصح؛ إذ لا يحكم بالزيادة مع صحة المعنى.

ويقال: إلى ماذا تعود الهاء في قوله: من مثله؟

قلنا: إلى ما في قوله: مما نزلنا على عبدنا يعني من مثل القرآن، عن الحسن وقتادة ومجاهد وعمرو بن عبيد وواصل، وقيل: يعود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - كأنه قال: من بشر أمي مثله.

* * *

(النزول)

قيل: لما سمع المشركون القرآن قالوا: ما يشبه هذا كلام الله، وإنا لفي شك منه، فأنزل الله هذه الآية.

* * *

(المعنى)

ولما احتج تعالى للتوحيد عقبه بالاحتجاج في النبوة فقال تعالى: وإن كنتم أيها المشركون في ريب شك وتهمة مما نزلنا من الفرقان على عبدنا يعني على محمد - صلى الله عليه وسلم - وقلتم: إنه كلام بشر فأتوا بسورة من مثله قيل: من مثل القرآن، وقيل: من مثل محمد.

Page 285