340

(الإعراب)

اللام في قوله: لمثوبة لام الابتداء؛ لأنها دخلت على الاسم كما تدخل في (علمت لزيد خير منك).

ويقال: أين جواب لو؟

قلنا: لأثيبوا، ووقع (لمثوبة من عند الله) موقعه لدلالته عليه، وقيل: شبهت (لو) ب (لئن)، فأجيبت بجوابها، المعنى: لئن آمنوا لمثوبة.

* * *

(المعنى)

ولو أنهم يعني الذين يتعلمون السحر، ويعلمونه، وقيل: هم اليهود ومن يسلك مسلكهم آمنوا أي صدقوا محمدا - صلى الله عليه وسلم - والقرآن واتقوا قيل: السحر والكفر، وقيل: جميع المعاصي (لمثوبة من عند الله خير) أي لأثيبوا، وثواب الله خير لو كانوا يعلمون، عن قتادة والربيع والسدي، قال الحسن: يعلمون أن ثواب الله خير من السحر، ولو علموا ما أعد الله للمؤمنين من الثواب لآمنوا، عن أبي مسلم، وقيل: إنهم لا يعلمون، فينبغي أن يعلموا ويطلبوا ما هو خير لهم من السحر، عن أبي علي.

* * *

(الأحكام)

الآية تدل على بطلان قول أصحاب المعارف؛ لأنه نفى ذلك العلم عنهم، عن أبي علي.

وتدل على أنهم متمكنون من الإيمان قادرون عليه، وذلك يدل على الاستطاعة قبل الفعل، وأن العبد متمكن من الإيمان والكفر، وفيها ترغيب في الإيمان والتقوى والتنفير عن السحر والعمل به.

Page 531