(الإعراب)
كذلك: الكاف فيه كاف التشبيه، وفي الكلام حذف تقديره اضربوه. ببعضها ليحيا، فضربوه فحيي، كذلك يحي الله الموتى، وإنما جاز حذفه لدلالة الكلام عليه، نحو قوله: (أن اضرب بعصاك البحر فانفلق) يعني فضرب، فانفلق.
* * *
(المعنى)
ثم بين تعالى ما أمرهم به ليحيا المقتول، فقال تعالى: اضربوه خطاب لبني إسرائيل، قلنا لهم: اضربوا القتيل ببعض البقرة، واختلفوا فقيل: ضربوه بفخذ البقرة، فقام حيا، وقال: قتلني فلان، ثم عاد ميتا، عن مجاهد وعكرمة. وقيل: ضربوه بالبضعة التي بين الكتفين، عن السدي. وقيل: ضرب بالذنب، عن الفراء وسعيد بن جبير. وقيل: بالغضروف، وقيل: ببعض من أبعاضه. وقيل: بلسانها، عن الضحاك كذلك يحي الله الموتى قيل: إنه حكاية قول لموسى لقومه، عن أبي علي.
وقيل: بل هو خطاب الله تعالى لمشركي العرب، عن عاصم ويريكم آياته يعني حججه بعجائب صنعته، وقيل: معجزات محمد - صلى الله عليه وسلم -، عن الأصم لعلكم تعقلون أي: لكي تعقلوا ما يجب عليكم من أمر دينكم، ومن البعث والنشور، وقيل: لما لم يستعملوا عقولهم، صاروا كأنه لا عقول لهم.
ويقال: لم أحيي عند ضربه ببعض البقرة؟
قلنا: لما علم من المصلحة، ولتقديم عبادة وقربة، وتأسيس أمر يعلم به أنه ليس على وجه الشعوذة والخفة. ولأنه يحصل فيه منافع من أكل لحمها، وحصول الثمن لصاحبها، والتقرب بثمنها مع غلائها.
ويقال: لم أمر بذبح البقرة دون غيرها؟
قلنا: لو أمر بغيرها لبقي السؤال. وقيل: لأن القربان كان في زمانهم بالبقر.
وقيل: لأنه علم أن المصلحة فيها دون غيرها .
Page 437