قوله تعالى:
(وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون (63)
* * *
(اللغة)
الميثاق والعهد والعقد من النظائر، وأصله أحكام العقد، وحده: العهد المؤكد باليمين أو غيره.
والطؤر: الجبل، ومن قال: إنه بالسريانية فقد أخطأ؛ لأنه ليس في القرآن لغة إلا لغة العرب، فإن وجد ذلك اللفظ في لغة أخرى فلموافقة اللغتين، ولأن العرب أخذته فعربته، وقد وجد الطور في شعر جرير والعجاج، قال العجاج: دانى جناحيه من الطور فمر ... تقضي البازي إذا البازي كسر والقوة: القدرة، وهي عرض يصير به الحي قادرا، وكل جسم قادر بقدرة، لا يصح منه فعل دونها.
والأخذ ضد الإعطاء، وأصله أؤخذ، نحو: كل، فإن أصله أؤكل، واؤمر، وقد جاء أمر على الأصل فقال تعالى: (وأمر أهلك بالصلاة)، وإنما حذف لكثرة الاستعمال تخفيفا.
* * *
(الإعراب)
الواو في قوله: (ورفعنا) قيل: واو الحال تقديره: أخذنا ميثاقكم في حال رفع الطور، عن أبي مسلم وجماعة، وقيل: بل هو واو العطف، وتقديره: رفعنا فوقكم الطور في حال أخذ الميثاق، فساغ ذلك؛ لأن الواو لا يوجب ترتيبا، وهذا أولى من الأول؛ لأن الماضي لا يكون حالا إلا بذكر (قد).
Page 414