وأجناس الكلام ستة: أمر، ونهي، وخبر، واستخبار، ونداء، وتمن، ويمكن أن يرد ذلك إلى وجه واحد، وهو الخبر، فإذا قال: افعل فكأنه قال: أريد أن تفعل، وإذا قال: لا تفعل، كأنه قال: أكره أن تفعل، وإذا قال: يا زيد كأنه قال: أريد أن يأتي زيد، وإذا قال: ليت زيدا عندنا كأنه قال: نتمنى كونه عندنا.
والتوبة والندم والإنابة نظائر، ونقيضه الإصرار. تاب: إذا ندم، والله التواب: قابل التوبة، وحقيقته: الندم على ما سلف والعزم على ترك المعاودة.
* * *
(الإعراب)
آدم رفع لأنه الفاعل، والمفعول الكلمات، وإذا نصب فهو المفعول، والكلمات بالرفع هو الفاعل.
ونصب اسم الله؛ لأنه اسم (إن)، والتواب الخبر.
* * *
(المعنى)
لما تقدم ذكر ما سلف من آدم من الصغيرة عقبه بذكر توبته وما بادر إليه، لكي يقتدي به بنوه، فقال تعالى: (فتلقى) أي قبل وأخذ (من ربه) يعني رب آدم ورب كل شيء (كلمات) قيل: هي قوله: (ربنا ظلمنا أنفسنا) الآية. عن الحسن وقتادة ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير والأصم، وقيل: هو قوله: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)، والأول أولى؛ لدلالته على الندم. وقيل: إنه نظر إلى العرش فرأى مكتوبا على ساقه: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، فقال: يا رب بحق محمد أن تغفر لي، فهي الكلمات. وقيل: أراد بالكلمات إنزال وجوب التوبة وبيانها والدعاء إليها، في معنى قول أبي علي. وقيل: إنه دعا ربه بذكر النعم التي خصه بها، فقال: يا رب ألم تخلقني؟ ألم تنفخ في من روحك؟ ألم تسكني جنتك؟ يا رب فلماذا أخرجتني؟ قال: بشؤم معصيتك، قال: يا رب إن تبت أرجع إلى الجنة؟
Page 341