109

والقطع: نقيض الوصل، ونظيره الفصل، يقال: قطعه فانقطع، وقطع بالتخفيف في القليل، وقطع بالتشديد في الكثير والمبالغة، والقطع الفصل بين الشيئين.

والوصل الجمع بينهما، ونظيره الجمع والضم.

والأمر هو قول القائل لمن دونه: افعل هذا بصيغة الأمر، ثم يصير أمرا بإرادة الآمر المأمور به، وصيغة الأمر تستعمل في غيره فيقع على الفرض، نحو: أقيموا الصلاة، والنفل، كقوله: (فعظوهن) والإباحة: كقوله: (فكلوا)، والتهديد: كقوله: (اعملوا ما شتئتم) والتحدي كقوله: (فأتوا بسورة من مثله)، والتكوين: كقوله: (كن فيكون) والأصل في الجميع الطلب، وحقيقة الأمر في القول، ومجاز في الفعل كقوله: (وما أمر فرعون برشيد (97)

لأنه لا يتصرف ولا يطرد كاطراده في القول، يقال في القول: أمر يأمر أمرا، ونقيضه النهي، وقيل: الأمر على الوجوب عن أكثر العلماء، وقيل: على الندب، عن أبي علي وأبي هاشم، وقيل: على التوقف، وليس بشيء.

والخسران: نقيض الربح، خسر خسرانا، ومنه: (كرة خاسرة) أي غير مربحة، وحقيقة الخسران ذهاب رأس المال.

* * *

(الإعراب)

يقال: ما موضع (الذين) من قوله: الذين ينقضون عهد الله؟

قلنا: نصب؛ لأنه صفة للفاسقين، ويصلح الرفع على الذم، ويكون خبره (أولئك هم الخاسرون).

ويقال: ما معنى (من) في قوله: من بعد ميثاقه؟

قلنا: قيل: صلة وزيادة، وقيل: معناها ابتداء الغاية، كأنه قيل: ابتداء النقض للعهد.

ويقال: ما موضع (أن) في قوله: أن يوصل؟

قلنا: تحتمل الخفض بدلا من الهاء في قوله: (به)، أي أمر الله بأن توصل، ويحتمل النصب، أي أمر الله وصله.

Page 300