371

Tahdhīb al-Āthār

تهذيب الآثار

Editor

محمود محمد شاكر

Publisher

مطبعة المدني

Publisher Location

القاهرة

Genres

Ḥadīth

وكل ذلك من الروايات والأخبار عندنا صحيح فالقنوت إذا نابت المسلمين نائبة أو نزلت بهم نازلة نظيرة النائبة والنازلة التى نابت ونزلت بالمسلمين بمصابهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن قتل منهم ببئر معونة على من قتلهم وأعان قاتليهم من المشركين فى كل صلاة مكتوبة على ما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعله فى ذلك إلى أن يكشف الله عنهم النازلة التى نزلت إما بالظفر بعدوهم الذى كان من قبلهم النازلة وإما بدخولهم فى الإسلام أو باستسلامهم للمسلمين أبو بغير ذلك من الأمور التى يكون بها الفرج للمسلمين من مكروه ما نزل بهم سنة حسنة

وإن كانت النائبة والنازلة سببا غير ذلك فإلى أن يزول ذلك عنهم

وذلك أن أبا هريرة روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ابن عباس قنوته على كفار مضر شهرا وذكر أبو هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم ترك بعد ذلك

قال فقلت ما بال النبي صلى الله عليه وسلم ترك الدعاء فقيل لى أو ما تراهم قد جاؤوا يعنى أن الذين كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عليهم قد جاؤوا مسلمين

فالقنوت فى كل صلاة إذا نزلت بالمسلمين نائبة عامة أو خاصة وذلك الدعاء فى آخر ركعة من كل صلاة مكتوبة حسن جميل كما روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قنوته كذلك فى كل صلاة للسبب الذى ذكرنا قنوته له

ولسنا وإن رأينا ذلك حسنا جميلا بموجبين على من تركه إعادة صلاته التى ترك ذلك فيها ولا سجود سهو عامدا كان تركه ذلك أو ساهيا

وذلك أن الجميع من سلف علماء الأمة وخلفهم لا خلاف بينهم أن ترك ذلك غير مفسد صلاة مصل وأن سجود السهو إنما يجب على المصلى عند من يوجبه بدلا من نقص أو زيادة لم يكن له عملها فى صلاته فعملها فترك القنوت فيها خارج من كل هذين المعنيين فلا وجه لإيجاب البدل منه

Page 386