215

Taharat Qulub

Genres

============================================================

-214 برياح السلامة فأفلموا فى سفن الكرامة، وبسر لهم المسلك السعيد، فوصلوا إلى روضة الوصال، وعاشوا بنسيم الإقبال، ففى كل وقت لهم يوم عيد (وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا) وأنابوا، وسمعوا منادى الكرم فأجابوا ، وعلموا أن المولى اقرب اا من حبل الوربد، فهبت على قلوبهم رياح للعتاية، وسقت رياض أسرارهم سماء العنابة، فأورق فيها كل غصن نضيد ، وكمل سرورهم لما علموا أن من أحيا أرضا ميتة فهى له ، وآنه هو يبدى ويعيد .

(أحمده) على جميل نواله وجميع أفضاله، ففى كل نفس علينا منه مزبد وفضل جديد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له شهادة صادرة عن إخلاص وتوحيد ، وأشهد آن محمدا عبده ورسوله ارغم بعز سلطانه كل جبار عنيد، وآخد بغور برهانه نار كل شيطان مريد، وأيده بالمعجزات الظاهرة ، وأمده بالنصر والتأييد صلى اله عليه وعلى آله وأصحابه صلاة دائمة التأكيد، كما يسر لهم طريق السعادة ومهدها أحسن تمهيد.

فى قوله تعالى ( ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم تجد له عزما) خاق الله تعالى آدم من طين من آنواع الأرض ، فبقى جسده ملقى على باب الجنة أرعين سنة، وكانت اللائكة تمر تتمجب منه لأنهم لم يروا مثل صورته قط، قر به إيليس فقال، لأمرما خلقت، ثم ضربه بيده فإذا هو خاق مجوف، فقال لمن ممه من الملائكة هذا خلق مجوف لايثبت ولا يتماسك، أرايتم إن فضل هذا عليكم ، قالوا نطيع أمر ربنا ، فقال ابليس فى نفسه والله لا أطيعه ، ولين فضل هذا على لأهلكنه فذلك قوله تعالى (وأعلم ماتبدون وما كنتم تكتمون) أى ما أسر إبليس فى نفسه، والله لا أطيعه ، وذلك من الكبر والعداوة ثم نفخت الروح فى جسده فدخلت فى دماغه، ثم يزلت إلى عينيه فخار إلى يده خلقه وأصله حتى لايعجب بنفه إذا أكرمه الله تعالى، ثم زلت الروح إلى خياشيمه فعطس ، وزلت إلى فيه فألهمه الله تعالى فقال (الخمد لله رب العآلمين) وهو قول ماجرى على لسانه ، فقال الله عز وجل: يرحمك ربك يا آدم، لارحمة خلقت، فهوقوله

Page 215