[170] قال ابو حامد الثالث هو ان هذا الفاسد لا يعجز الخصم عن مقابلته بمثله ونقول انه لم يكن وجود العالم قبل وجوده ممكنا بل وافق الوجود الامكان من غير زيادة ولا نقصان . فان قلتم فقد انتقل القديم من العجز الى القدرة قلنا لا لان الوجود لم يكن ممكنا فلم يكن مقدورا وامتناع حصول ما ليس بممكن لا يدل على العجز . وان قلتم انه كيف كان ممتنعا فصار ممكنا قلنا ولم يستحيل ان يكون ممتنعا فى حال ممكنا فى حال . فان قلتم الاحوال متساوية قيل لكم والمقادير متساوية فكيف يكون مقدار ممكنا وأكبر منه أو اصغر بمقدار ظفر ممتنعا . فان لم يستحل هذا فهذا لا يستحيل فهذه طريقة المقاومة والتحقيق فى الجواب ان ما ذكروه من تقدر الامكانات لا معنى لها وانما المسلم ان الله تعالى قديم قادر لا يمتنع عليه الفعل ابدا لو اراده وليس فى هذا القدر ما يوجب اثبات زمان ممتد الا ان يضيف الوهم اليه بتلبيسه اشياء اخر
[171] قلت حاصل هذا القول أن تقول الاشعرية للفلاسفة هذه المسئلة عندنا مستحيلة اعنى قول القائل ان العالم يمكن ان يكون أكبر أو أصغر وذلك ان هذا السؤال انما يتصور على مذهب من يرى ان الامكان يتقدم خروج الشىء الى الفعل أعنى وجود الشىء الممكن بل نقول ان الامكان وقع مع الفعل على ما هو عليه من غير زيادة ولا نقصان .
Page 93