224

Tahafud Tahafud

تهافت التهافت

Genres

[168] فاضت عن الاول فامر اجمعوا عليه لان السماء عندهم باسرها هى بمنزلة حيوان واحد والحركة اليومية التى لجميعها هى كالحركة الكلية فى المكان للحيوان والحركات التى لاجزاء السماء هى كالحركات الجزئية التى لاعضاء الحيوان وقد قام عندهم البرهان على ان فى الحيوان قوة واحدة بها صار واحدا وبها صارت جميع القوى التى فيه تؤم فعلا واحدا وهو سلامة الحيوان وهذه القوى مرتبطة بالقوة الفائضة عن المبدأ الاول ولو لا ذلك لافترقت اجزاؤه ولم يبق طرفة عين فان كان واجبا ان يكون فى الحيوان الواحد قوة واحدة روحانية سارية فى جميع اجزائه بها صارت الكثرة الموجودة فيه من القوى والاجسام واحدة حتى قيل فى الاجسام الموجودة فيه انها جسم واحد وقيل فى القوى الموجودة فيه انها قوة واحدة وكانت نسبة اجزاء الموجودات من العالم كله نسبة اجزاء الحيوان الواحد من الحيوان الواحد فباضطرار ان يكون حالها فى اجزائه الحيوانية وفى قواها المحركة النفسانية والعقلية هذه الحال أعنى ان فيها قوة واحدة روحانية بها ارتبطت جميع القوى الروحانية والجسمانية وهى سارية فى الكل سريانا واحدا ولو لا ذلك لما كان ههنا نظام وترتيب وعلى هذا يصح القول ان الله خالق كل شىء وممسكه وحافظه كما قال سبحانه ان الله يمسك السماوات والارض ان تزولا الآية .

[169] وليس يلزم من سريان القوة الواحدة فى اشياء كثيرة ان يكون فى تلك القوة كثرة كما ظن من قال ان المبدأ الواحد انما فاض عنه اولا واحد ثم فاض من ذلك الواحد كثرة فان هذا انما يظن به انه لازم اذا شبه الفاعل الذى فى غير هيولى بالفاعل الذى فى الهيولى ولذلك ان قيل اسم الفاعل على الذى فى غير هيولى والذى فى هيولى فباشتراك الاسم فهذا يبين لك جواز صدور الكثرة عن الواحد .

Page 230