279

Al-Thaghr al-Bassām fī dhikr man walā quḍāt al-Shām

الثغر البسام في ذكر من ولى قضاة الشام

[176]

ثم قال في جمادى الأولى منها: وفي يوم الجمعة سابع عشره وصل توقيع القاضي سالم المغربي بقضاء المالكية. وهذا الرجل كان قد ورد من سنين، والتف على محيي الدين. وكان قد أسره الفرنج وخلص وجلس في سوق برا واتجر، وهو خامل جدا لا يحسن كلام الناس، غير أنه يعرف الفروع على مذهب مالك، وهو رجل جيد. انتهى.

وقاضي القضاة علاء الدين الناسخ المذكور هو:

شهاب الدين التلمساني

ثم قال في أول سنة خمس وأربعين وثمان مئة: وقاضي القضاة زين الدين سالم الزواوي المالكي، عزل في صفر منها بالقاضي شهاب الدين التلمساني، ووصل إلى دمشق في أول ربيع الأول منها، ثم عزل في شوال، وأعيد الذي كان قبله. ثم في مستهل ذي الحجة منها دخل القاضي أمين الدين سالم المالكي من القدس عائدا إلى وظيفته قضاء المالكية . وبعد يومين سافر خصمه إلى مصر. وكان قد أرسل ابن جمعة من يطلب إليه الحضور، فأجيب إلى ذلك، قيل ليتولى قضاء الإسكندرية عوضا عن قاضيها توفي. انتهى.

ثم قال في سنة ست وأربعين وثمان مئة في المحرم منها: وفي تاسع عشره بلغني أن الشهاب التلمساني المالكي أرسل حافيا إلى الإسكندرية، وسر الناس ببعده لما فيه من الحماقة وقلة المعرفة. انتهى.

ثم قال في سنة سبع وأربعين وثمان مئة: وقاضي القضاة سالم التونسي المالكي جاء الخبر أنه عزل في جمادى الأولى منها بشخص من مصر، ثم انتقض هذا واستمر سالم، ثم عزل بسبب ما نسب إليه من الحكم باستمرار صغار أولاد سامري أسلم جدهم على الكفر، وولي شخص يقال له أبو القاسم النويري أصله من غزة قيل إنه يعرف غريمه، وأنه استمر بدمشق مدة. ثم ولى قضاء القدس وحصل منه شر كثير حتى جاء به أركماس الجلباني وشاله على رجليه، وأراد ضربه فشفع فيه. ثم توجه إلى مصر فأقام بها.

وفي جمادى الآخرة منها في خامس عشره قيل إنه وصل كتاب بإعادة القاضي سالم المالكي إلى وظيفة القضاء، وسر الناس بذلك كراهية في الذي كان قد تولى. انتهى.

Page 279