Al-Thaghr al-Bassām fī dhikr man walā quḍāt al-Shām
الثغر البسام في ذكر من ولى قضاة الشام
Genres
[156]
وغيره، والنحو عن العلاء العائدي الحنفي، والأصول عن العلاء البخاري. وقيل أنه سمع البخاري على عائشة بنت ابن عبد الهادي. وبرع في الفنون وتصدى للإفادة والإفتاء، وولي قضاء الحنفية بدمشق مسئولا بدون إرشاد غير مرة، فحمدت سيرته. وكان ذا نعمة عالية ونفس أبية، من خيار القضاة وسروات الناس عقلا ودينا، وتواضعا وكرما، ومن محاسن دمشق وكان رأس الحنفية بدمشق عالما عاملا كثير المعروف للناس. وحضر له توقيع بوظائف الحنفية ولأنظار فلم يقبل. مات مصروفا عن القضاء بعد مرض طويل في يوم الخميس ثامن ذي القعدة سنة ثمان وخمسين بمنزله تحت قبة سيار بالحواكير، غربي صالحية دمشق، ودفن تجاه داره بعد أن صلي عليه بباب منزله، عن بنت صغيرة اسمها عائشة من زوجته آسية بنت التاجر عز الدين العيني، وعن أخت لأبوين، وزوجته. وكان بيده إقطاع بالحلقة من جملة قرية إنخل من عمل نوى، فأراد جماعة أخذه بحكم وفائه، فجعله النائب رزقة لابنته المذكورة وأرسل إلى مصر فأحضر لها مرسوما بذلك، وكان قد وقف كتبه على الحنفية بدمشق. وكانت جنازته حافلة حضرها النائب فمن دونه. ورؤيت له منامات حسنة بعد موته تدل على خيرته، وكتر الدعاء له والتأسف عليه رحمه الله وإيانا.
عودة حميد الدين
ثم في أول جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين ورد مرسوم من مصر بعود القاضي حميد الدين من حلب إلى دمشق بعد أن كان رسم له أن يتوجه إلى بغداد يقيم بها. ثم ورد مرسوم أن يقيم بحلب، ثم ورد في هذا التاريخ أن يعود إلى دمشق. انتهى.
Page 254