238

Al-Thaghr al-Bassām fī dhikr man walā quḍāt al-Shām

الثغر البسام في ذكر من ولى قضاة الشام

مولده على ما أخبرني به ليلة الجمعة سابع عشر شهر رمضان سنة ثمانين واشتغل بالعلم يسيرا، ودرس بالمدرسة الظاهرية، وناب عن والده وهو شاب، فأنكر الناس ذلك، ولما جاء التتار ورحل والده معهم كان هو أيضا معه في ذلك وأخذهما تمرلنك إلى مدينة تبريز، ثم رجعا. ولما مات والده في ذي الحجة سنة ست وثمان مئة أخذ جهاته وناب في القضاء، وظهر للناس جرأته وإقدامه. ثم ولي قضاء القضاة في صفر سنة اثنتي عشرة، ثم عزل بعد نحو شهرين، ثم أعيد ثانيا في رمضان سنة ثلاث عشرة، وعزل في آخر سنة أربع عشرة بابن القضامي كذا الحموي، ثم أعيد المذكور قبل مباشرة ابن القضامي، وكان قبل ذلك بأسبوع قدم من مصر على قضاء الحنفية رجل إسكندري يقال له ابن عطاء الله، فأعقبه وصول توقيع ابن العز قبل أن يباشر. ففي مدى عشرة أيام كان بدمشق ثلاثة قضاة حنفية وعزلوا، وولي القاضي شهاب الدين فيها مرتين، وهذا أمر عجيب الاتفاقات. ثم

Page 238