Al-Thaghr al-Bassām fī dhikr man walā quḍāt al-Shām
الثغر البسام في ذكر من ولى قضاة الشام
Genres
[145]
طرابلس. وأخبر بأن له في طرابلس ثلاثين سنة إلا شهرا وأياما. وكان مشكور السيرة بها، مشهور الاسم، مقصود الطلبة.
وفي يوم الخميس تاسعه لبس من الإصطبل ومعه القاضي المالكي، وكاتب السر، والحجاب الصغار، ودوادار السلطان، وجاء إلى الجامع وقرئ تقليده، قرأه عماد الدين السرميني نائب كاتب السر، وليس فيه شيء من الوظائف بل فيه: ويستقر في الوظائف التي تتعلق بالقضاء، وتاريخ توقيعه مستهل الشهر. واستناب السيد ركن الدين فقط، ويومئذ وصل الخبر أن كاتب السر بدر الدين ابن مزهر توفي، وأن ولده جلال الدين استقر في كتابة سر مصر عوضا عن والده، بمئة ألف دينار. وهو صبي عمره نحو خمس عشرة سنة. انتهى.
ثم قال في ذي القعدة منها: وفي ثامنه عقد مجلس للقاضيين: المتصل والمنفصل، بسبب حاجب الحجاب. وسبب ذلك أن السلطان كان رسم أن تكون الوظائف كلها وظائف القضاء وغيرها، بينهما نصفين. نصف للقاضي المتصل ونصف للمنفصل وولده. فسعى القاضي في إحضار مرسوم بأن ينظر في مستندات مولانا القاضي شهاب الدين بن العز، ويحرر، وأنه ما منع من تحريرها في مصر، إلا أنه لا يمكن ذلك هناك فيعمل بينهما بالحق من غير حيف أو ميل من إحدى الجهتين على الأخرى، وإن وقع حيف أو ميل من أحد من القضاة فتحمل القضاة الثلاثة إلى مصر، وأن الأمير محمد بن منجك يحضر الصلح. فحضر عند الحاجب القضاة ونوابهم وجماعة من العلماء، ووقع كلام، وانتشر ثم اصطلحوا على أن القاضي شمس الدين بن العز ينزل للقاضي شمس الدين الصفدي عن تدريس القصاعين ونظرها، وتدريس الصادرية ونظرها. ففعل ذلك واستقر باسم ابن القاضي تدريس الخاتونية والمرشدية ونظرهما وخطابة جامع تنكز، وبيد والده نظر الجمالية، ونظر الحافظية، ونصف نظر الماردانية. وانفصل الأمر. انتهى.
Page 235