171

Taghr Bassam

الثغر البسام في ذكر من ولى قضاة الشام

[107]

لا ألي، فسألني القاضي الحنفي في ذلك وبالغ وألح وحلف بالعتق مرات علي أني أقبل، فقبلت، وكفرت عن يميني. واستناب بقية نواب والده.

وفي يوم الجمعة عاشر الشهر خطب قاضي القضاة على منبر الجامع خطبة حسنة ذكر فيها ما جرى لوالده وسب من فعل ذلك، وأنه قد باء بدمه وخسر الآخرة، وتعرض لفضل يوم عاشورا وأثنى الناس على خطبته. انتهى.

ثم قال في جمادى الآخرة منها: وفي يوم الثلاثاء سادسة جاء مرسوم السلطان بنفي أبي شامة إلى طرابلس. وكان القاضي قد أرسل يشتكي منه، ومن سوء مباشرته فجاء الجواب بذلك، وفي الكتاب: إنه بلغنا سوء ما يعتمده من أمر الأيتام، والترك، وما يغيره من أحكام الشرع، فإنه يزعم أنه متول من جهة السلطان وهو كاذب، وأن يكتب النائب إلى نائب طرابلس يمنعه من السفر من طرابلس. فأخرج من يومه. انتهى.

ابن المحمرة

ثم قال في سنة اثنتين وثلاثين المذكورة: في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين وفي يوم الجمعة ثاني عشره وصل الخبر بعزل قاضي القضاة بهاء الدين بن حجي بقاضي القضاة شهاب الدين الأموي ويعرف أيضا بابن الصلاح المصري وبابن المحمرة، وكان لما بلغ السلطان أن القاضي بهاء الدين يعاشر من لا يليق معاشرته - وهو نقيب القضاة علاء الدين بن اللبودي الحموي، فإنه كان سيء السيرة جدا مشهورا بأشياء قبيحة سامحه الله وإيانا - وصح ذلك عند السلطان، فطلب علم الدين البلقيني وعرض عليه القضاء بدمشق، فامتنع من ذلك، فطلب المذكور وعرض عليه ذلك فامتنع. فقال له السلطان: هذه الوظيفة جابت لي خمسة آلاف دينار، وأنا أوليك فيها بلا شيء، فقال له: وظائفي بمصر ما أقدر اتركهم. فقال: هم لك لا يتعرض لهم أحد واستنب فيهم من شئت. ومما بيده: تدريس الشيخونية، ومشيخة سعيد السعداء. وخلع عليه في مستهل الشهر. انتهى.

Page 171