416

Tafsīr al-ʿIzz b. ʿAbd al-Salām

تفسير العز بن عبد السلام

Editor

الدكتور عبد الله بن إبراهيم الوهبي

Publisher

دار ابن حزم

Edition

الأولى

Publication Year

١٤١٦هـ/ ١٩٩٦م

Publisher Location

بيروت

فينظر كيف تعملون (١٢٩)﴾
١٢٧ - ﴿الْمَلأُ﴾ الأشراف، أو الرؤساء، أو الرهط، والنفر: " الرجال الذين لا نساء معهم "، والرهط أقوى من النفر وأكبر، والملأ: المليئون بما يراد منهم، أو تملأ النفوس هيبتهم، أو يملؤون صدور المجالس، وإنما أنكروا على فرعون، لأنهم رأوا منه خلاف عادة الملوك في السطوة بمن أظهر مخالفتهم، وكان ذلك لطفًا من الله - تعالى - بموسى ﵊. ﴿لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ﴾ بعبادة غيرك، أو بالغلبة عليها وأخذ قومه منها. ﴿وآلهتك﴾ كان يعبد الأصنام وقومه يعبدونه، أو كان يعبد ما يستحسن من البقر ولذلك أخرج السامري العجل وكان معبودًا في قومه، أو أصنام كان يعبدها قومه تقربًا إليه، قاله الزجاج، قرأ ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - ﴿وإلهتك﴾ أي وعبادتك وقال: كان فرعون يُعْبَد ولا يَعْبُد. ﴿سَنُقَتِّلُ أَبْنَآءَهُمْ﴾ عدل عن قتل موسى إلى قتلهم، لأنه علم أنه لا يقدر على قتل موسى ﵊ إما لقوته، أو لأنه مصروف عن قتله فأراد استئصال بني إسرائيل ليضعف عنه موسى. ﴿وَنَسْتَحْىِ نِسَآءَهُمْ﴾ نفتش حياءهن عن الولد، والحياء: الفرج والأظهر أنه نبقهن أحياء لضعفهن عن المنازعة والمحاربة.
١٢٨ - ﴿يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ﴾ أعلمهم أن الله - تعالى - يورثهم أرض فرعون، أو سلاهم بأن الأرض لا تبقى على أحد حتى تبقى لفرعون.
١٢٩ - ﴿أوذينا من قبل أن تأتينا﴾ بالاستعباد وقتل الأبناء ﴿وَمِن بَعْدِ﴾ بالوعيد بإعادة ذلك عليهم أو بالجزية من قبل مجيئه وبعده، أو كانوا يضربون اللَّبِنَ ويُعطون التبن فلما جاء صاروا يضربون اللَّبِنَ وعليهم التبن أو كانوا

1 / 497