77

Tafsir Quran

تفسير السمعاني

Investigator

ياسر بن إبراهيم وغنيم بن عباس بن غنيم

Publisher

دار الوطن

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٨هـ- ١٩٩٧م

Publisher Location

الرياض - السعودية

﴿لَا تهوى أَنفسكُم استكبرتم ففريقا كَذبْتُمْ وفريقا تقتلون (٨٧) وَقَالُوا قُلُوبنَا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا مَا يُؤمنُونَ (٨٨) وَلما جَاءَهُم كتاب﴾ وَالْقِرَاءَة الْمَعْهُودَة بجزم اللَّام، وهم جمع الأغلف، وَمَعْنَاهُ: قُلُوبنَا فِي أوعية مِمَّا تَقول لَا نفهم شَيْئا من ذَلِك وَهَذَا مثل قَوْله تَعَالَى: ﴿وَقَالُوا قُلُوبنَا فِي أكنة﴾ . وَأما الغلف: بِضَم اللَّام: جمع الغلاف. وَمَعْنَاهُ: قُلُوبنَا أوعية الْعلم، وَلَيْسَ فِيهَا مِمَّا تَقول شَيْء. أَي: مَا تَقوله فَلَيْسَ بِشَيْء. ﴿بل لعنهم الله بكفرهم﴾ طردهم الله عَن الْفَهم وَالرَّحْمَة. وأصل اللَّعْن: الطَّرْد والأبعاد وَقَالَ الشَّاعِر: (ذغرق بِهِ القطا ونفيت عَنهُ ... مقَام الذِّئْب كَالرّجلِ اللعين) أَي: مقَام الذِّئْب اللعين، يَعْنِي: المطرود. (فقليلا مَا تؤمنون) قيل: أَرَادَ بِهِ الْمُشْركين وَمَعْنَاهُ: قَلِيل إِيمَانهم وَالْمرَاد [بِهِ] إِيمَانهم بِأَن الله خالقهم وخالق السَّمَاوَات وَالْأَرْض. وَقيل: أَرَادَ بِهِ أهل الْكتاب؛ لِأَن الَّذين آمنُوا مِنْهُم أقل من الَّذين آمنُوا من الْمُشْركين. وَقيل: مَعْنَاهُ: فَلَا يُؤمنُونَ أصلا. وَحكى الْكسَائي عَن الْعَرَب: قل مَا تنْبت هَذِه الأَرْض إِلَّا الكراث والبصل. أَي: لَا تنْبت إِلَّا الكراث والبصل.
قَوْله تَعَالَى: ﴿وَلما جَاءَهُم كتاب من عِنْد الله﴾ يعْنى الْقُرْآن. ﴿مُصدق لما مَعَهم﴾ من التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل. ﴿وَكَانُوا من قبل يستفتحون على الَّذين كفرُوا﴾ يستنصرون؛ وَمِنْه قَول الشَّاعِر:

1 / 107