60

ومعنى قوله : ( فأخذه الله نكال الآخرة والأولى (25)) فالأخذ هو العذاب من الله عز وجل ، عذب عدوه عذاب الآخرة والدنيا.

( إن في ذلك لعبرة لمن يخشى (26)) هي : الموعظة والتذكرة ، قال الشاعر :

في آل برمك عبرة وعجائب

ومواعظ للعاقل المتزهد

ومعنى قوله عز وجل : ( أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها (27) رفع سمكها فسواها (28)) أي : رفع محلها وموضعها ، والسمك : هو المحل المرتفع العالي ، قال الشاعر :

إن الذي سمك السماء بنى لنا

بيتا دعائمه أعز وأطول

معنى سمك السماء : أي رفعها ، وقال آخر :

وما إن بيتهم إن عد بيت

وطال السمك وارتفع البناء

ومعنى ( فسواها )، أي : عدل صورتها وهيأها.

ومعنى ( وأغطش ليلها وأخرج ضحاها (29)) فالإغطاش : هو الظلام.

ومعنى قوله : ( والجبال أرساها (32) متاعا لكم ولأنعامكم (33)) هو أسكنها وأثبتها وأهدأها ، قال الشاعر :

ألقى مراسيه بتهلكة

ثبتت رواسيها فما تجري

وفي هذا الكلام تقديم وتأخير ، والتنزيل قول الله عز وجل : ( أخرج منها ماءها ومرعاها (31) والجبال أرساها (32) متاعا لكم ) فعل تمتيعا لكم ، والتأويل والمعنى : هو أخرج منها ماءها ومرعاها ، متاعا لكم والجبال أرساها ، ولكن لا يجوز أن يقرأ كتاب الله إلا على ما أنزل الله سبحانه ، وعز عن كل شأن شأنه ، لأنه لم يفعل ذلك إلا لأسباب من الصواب ، ولو لا ذلك لبين جميع الكتاب.

ومعنى قوله عز وجل : ( فإذا جاءت الطامة الكبرى (34)) يعني القيامة ، وإنما سميت طامة لعلوها ورفعتها ، وهولها عند وقعها ووثوبها بغتة وسرعتها ، وأصل الطم في الارتفاع في الهواء سريعا معا ، قال الشاعر :

Page 127