{ وما يعلمان من أحد } قرىء بالتشديد والتخفيف واحد هنا المستعمل في النفي لا بمعنى واحد.
{ حتى يقولا } غاية أي إلى أن يقولا.
{ إنما نحن فتنة فلا تكفر } قال علي كرم الله وجهه: كانا يعلمان تعليم إنذار لا تعليم دعاء إليه كأنهما يقولان لا تفعل كذا فيكون منه كذا.
{ فيتعلمون } أي فهم يتعلمون أو هو معطوف على يعلمان المنفية لكونها موجبة في المعنى.
{ منهما } أي من هاروت وماروت.
{ ما يفرقون به بين المرء وزوجه } أي يفرقون الالفة والمحبة بحيث تقع البغضاء أو تفريق الذين بحيث إذا تعلم فقد كفر. وقرىء المرء بتثليث الميم وبالهمز والمر بكسر الراء وبشدها من غير همز فيهما.
{ وما هم بضآرين به } أي بما يفرقون.
{ من أحد } وقرىء بضاري وخرج على حذف النون من اسم الفاعل وإن لم يكن فيه أل وله نظير في نثر العرب ونظمها وقيل حذفت لأجل الاضافة إلى أحد وفصل فيه بين المتضايفين كقوله: هما إخواني في الحرب من لا أخاله إذا خاف يوما بنوه فدعاهما.
وهذا اختيار الزمخشري ثم استشكل ذلك لأن أحدا مجرور بمن فكيف يمكن أن يعتقد فيه أنه مجرور بالاضافة فقال: فإن قلت: كيف يضاف إلى أحد وهو مجرور بمن قلت جعل الجار جزأ من المجرور. " انتهى ".
وهذا التخريج ليس بجيد لأن الفصل بين المتضايفين بالظرف والجار والمجرور من ضرائر الشعر وأقبح من ذلك أن لا يكون ثم مضاف إليه لأنه مشغول بعامل آخر فهو المؤثر فيه لا الاضافة وأما جعل حرف الجر جزأ من المجرور فهذا ليس بشيء لأنه يؤثر فيه وجزء الشيء لا يؤثر في الشيء. ومن في من أحد زائدة وقياسها أن تزاد في المفعول المعمول للفعل الذي يباشره حرف النفي نحو: ما ضربت من أحد وهنا حملت الجملة من غير الفعل والفاعل على الجملة منهما لأن المعنى وما يضرون من أحد.
Unknown page