364

{ ليس بأمانيكم } ضمير الخطاب قيل: للكفار مطلقا، وقيل: لأهل الكتاب وللمشركين واسم ليس فيما نختاره ضمير يعود على المصدر المفهوم من قوله: سندخلهم، أي ليس دخول الجنة بأمانيكم، وقيل: اسم ليس ضمير يعود على وعد الله المؤمنين بدخول الجنة. وقرىء بأمانيكم بتخفيف الياء فيهما.

و { من يعمل سوءا يجز به } قال الجمهور: اللفظ عام. والكافر والمؤمن يجازيان بالسوء يعملانه فمجازاة الكافر النار. ومجازاة المؤمن نكبات الدنيا. وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه:

" لما نزلت قلت يا رسول الله ما أشد هذه الآية جاءت قاصمة الظهر فقال صلى الله عليه وسلم: إنما هي المصيبات في الدنيا "

وقرىء شاذا ولا يجد بالرفع وهو استئناف اخبار ليس داخلا في جزاء الشرط.

{ ومن يعمل } الآية، من الأولى للتبعيض، ومن الثانية في قوله: من ذكر، لتبيين الحاصل في قوله: ومن يعمل ومن ذكر أو أنثى تفصيل للعامل. { وهو مؤمن } جملة حالية قيد في عمل الصالحات إذ لا ينفع عمل صالح إلا بالإيمان. { فأولئك } جواب للشرط وروعي معنى من فلذلك جاء جمعا. وقرىء يدخلون مبنيا للفاعل ومبنيا للمفعول وكذا في سورة " مريم " وأولي غافر. { ولا يظلمون نقيرا } ظاهره أنه يعود إلى أقرب مذكور وهم المؤمنون ويكون حكم الكفار كذلك إذ ذكر أحد الفريقين يدل على الآخر إذ كلاهما مجزي بعمله، والفتيل تقدم.

{ ومن أحسن } استفهام معناه النفي أي لا أحد أحسن.

{ دينا } منصوب على التمييز.

{ وجهه } كني به عن الإنسان إذ كان أشرف الأعضاء. ومعنى أسلم لله: أي إنقاد لأمره وشرعه.

{ وهو محسن } جملة حالية مؤكدة.

وانتصب: { حنيفا } قيل: على أنه حال من إبراهيم، وقيل: حال من ملة، لأنه بمعنى الدين. والذي نختاره أنه حال من الضمير المستكن في اتبع أي واتبع ملة إبراهيم في حال كونه حنيفا أي مائلا عن العقائد الفاسدة والشرائع الباطلة.

Unknown page