267

{ فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون } فوقع ذلك جوابا له ولقوله: أكفرتم؟ ومن نظم العرب إذا ذكروا حرفا يقتضي جوابا له أن يكتفوا عن جوابه حتى يذكروا حرفا آخر يقتضي جوابا ثم يجعلون لهما جوابا واحدا كما في قوله تعالى:

فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون

[البقرة: 38]. فقوله: فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. جواب الشرطين معا وليس أفلم جواب أما بل الفاء عاطفية على مقدر والتقدير أأهملتكم فلم أتل عليكم آياتي، " انتهى " ما نقل عن هذا الرجل وهو كلام أديب لا كلام نحوي. أما قوله: قد اعترض. على النحاة فيكفي في بطلان هذا اعتراض على جميع النحاة لأنه ما في نحوي إلا خرج الآية على إضمار، فيقال لهم: أكفرتم؟ وقالوا: لا يستغني المعنى عنه، والقول بخلافه مخالف للإجماع فلا التفات إليه فأما ما اعترض به من قوله:

وأما الذين كفروا أفلم تكن ءايتى تتلى عليكم

[الجاثية: 31] وان تقديره فيقال لهم: أفلم تكن آيات فحذف فيقال ولهم ولم تحذف الفاء مذل على بطلان هذا التقدير فليس بصحيح، بل هذه الفاء التي بعد الهمزة في أفلم ليست فاء فيقال: التي هي جواب. أما حتى يقال: حذف. فيقال: وبقيت الفاء بل الفاء هي جواب، أما ويقال بعدها محذوف، وفاء أفلم تحتمل وجهين، أحدهما: أن تكون زائدة وقد أنشد النحويون على زيادة الفاء قول الشاعر:

يموت أناس أو يشيب فتاهم

ويحدث ناس والصغير فيكبر

وقول الآخر:

لما اتقى بيد عظيم جرمها

فتركت ضاحي جلدها يتذبذب

Unknown page