{ وإذا تولى } أي ببدنه عن الذي يلين له القول ويلطف به والتولي حقيقة في الانصراف بالبدن.
{ سعى في الأرض } أي مشى فيها والمتردد من جهة إلى جهة.
{ ليفسد فيها } علة لسعيه أي مقصوده في سعيه إنما هو الفساد.
{ ويهلك الحرث والنسل } عطف خاص على عام وجرد من العام لأنهما أعظم ما يحتاج إليهما في عمارة الدنيا والحرث الزرع والنسل ما يتولد من الأولاد من الناس والحدان. وقرىء: ويهلك مضارع أهلك ونصب لحرث والنسل ويهلك بضم الكاف على الاستئناف ويهلك مضارع هلك برفع الكاف ورفع ما بعده وكذا مع فتح اللام وهي لغة شاذة نحو ركن يركن والجملة الشرطية اما مستأنفة واما داخلة في الصلة ولما تقدمت جملتان الثانية مندرجة في الأولى قال تعالى:
{ والله لا يحب الفساد } فاكتفى بذكر الأولى لانطوائها على الثانية والفساد عام في الأرض ومال ودين وغير ذلك حتى أن بعض أهل العلم استدل به على منع الإنسان شق ثوبه.
[2.206-207]
{ وإذا قيل له اتق الله } مستأنفة أو داخلة في الصلة. " أخذته العزة " احتوت عليه وأحاطت به وصار كالمأخوذ لها " بالاثم " أي مصحوبا أو مصحوبة بالاثم: أو للسبب أي اثمه السابق كان سببا لأخذ العزة له. ووقف يهودي لهارون الرشيد فقال له: اتق الله يا أمير المؤمنين، فنزل عن دابته وخر ساجدا وقضى حاجته. فقيل له في ذلك فقال: ذكرت قوله تعالى:
{ وإذا قيل له اتق الله }.
{ فحسبه جهنم } أي كافية جزاء جهنم وهو استعظام لما حل به. وجهنم: اسم علم للنار، وهي مشتقة من قولهم: ركية جهنم إذا كانت بعيدة القعر. وسمي الرجل بجهنام وكلاهما من الجهم وهو الكراهة والغلظة ووزنها فعنل. ولا يلتفت لمن قال: وزنها فعلل كعدبس وان فعللا مفقود لوجود فعل نحو رونك وضفنك وغيرهما وامتنعت الصرف للتأنيث والعلمية.
{ ولبئس المهاد } المخصوص بالذم محذوف تقديره هي أي جهنم ولما تقدم قوله تعالى:
Unknown page