Al-Tafsīr al-muyassar li-Saʿīd al-Kandī
التفسير الميسر لسعيد الكندي
Genres
ربنا لا تزغ قلوبنا} لا تملها عن الحق، بخلق الميل في القلوب {بعد إذ هديتنا} للإيمان، {وهب لنا من لدنك رحمة} رحمة بعد رحمة من عندك بالتوفيق والتثبيت، {إنك أنت الوهاب(8)} تعطي بلا استحقاق، {ربنا إنك جامع الناس ليوم} أي: تجمعهم لحساب يوم الجزاء، {لا ريب فيه} لا شك في إتيانه، {إن الله (¬1) لا يخلف الميعاد(9)} لأن الإلهية (¬2) تنافي خلف الميعاد.
{إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله} من عذابه {شيئا} لأنهم لم يريدوا بها وجه الله تعالى مثل المؤمنين، وإنما أرادوا بها زينة وتكاثرا في الأموال والأولاد؛ {وأولئك هم وقود النار(10)} حطبها.
{كدأب آل فرعون والذين من قبلهم} الدأب: (¬3) مصدر، دأب في العمل إذا أكدح [كذا] فيه، فوضع موضع ما عليه الإنسان من شأنه وحاله، تقديره: دأب هؤلاء الكفرة في تكذيب الحق، كدأب من قبلهم من آل فرعون وغيرهم، والمعنى: لن تغني عنهم مثل ما لم تغن عن آل فرعون، {كذبوا بآياتنا} تفسير لدأبهم مما فعلوا، أو فعل بهم، كأنه جواب لمن يسأل عن حالهم؛ {فأخذهم الله بذنوبهم} بسبب ذنوبهم، وأخذه إياهم هلاكهم بغضب وعقوبة. {والله شديد العقاب(11)} في الدارين لمن عصاه.
{قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم} من الجهنام: وهي بئر عميقة العقر (¬4) . {وبئس المهاد(12)} المستقر جهنم.
{
¬__________
(¬1) - ... في الأصل: «إنك»، وهو خطأ.
(¬2) - ... في الأصل: «لان لالهية».
(¬3) - ... في الأصل: «الدب»، وهو خطأ.
(¬4) - ... كذا في الأصل والصواب: «القعر».
Page 148