73

Tafsir Muqatil

تفسير مقاتل بن سليمان

Investigator

عبد الله محمود شحاته

Publisher

دار إحياء التراث

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٣ هـ

Publisher Location

بيروت

وَإِنْ تَوَلَّوْا «١» أَي وإن كفروا بالنبيين وجميع الكتب فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ يعني فِي ضلال واختلاف نظيرها وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتابِ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ» يعني لفي ضلال واختلاف لأن اليهود كفروا بعيسى، ومُحَمَّد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِما وَسَلَّمَ- وبما جاءا به، وكفرت النَّصارى بمحمد- ﷺ وبما جاء به، فَلَمَّا نزلت هَذِهِ الآية قرأها النَّبِيّ- ﷺ عَلَى اليهود والنصارى، فَقَالَ: إن اللَّه- ﷿ أمرني أن أوصي بهذه الآية، فَإِن انتم آمنتم يعني صدقتم بالنَّبِيّ- ﷺ والكتاب، فقد اهتديتم وإن توليتم وأبيتم عن الْإِيمَان فَإِنَّمَا أنتم فِي شقاق فَلَمَّا سَمِعْتُ اليهود ذكر عِيسَى- ﷺ قَالُوا: لا نؤمن بعيسى. وقالت النَّصارى: وعيسى بمنزلتهم مَعَ الْأَنْبِيَاء، ولكنه وَلَدُ اللَّه. يَقُولُ: إن أبوا أن يؤمنوا بمثل ما آمنتم به فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ يا محمد يعني أَهْل الكتاب ففعل اللَّه- ﷿ ذَلِكَ فقتل أهل قريظة، وأجلى [بني] النضير من المدينة إلى الشام، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ- ١٣٧- لقولهم للمؤمنين كونوا هودا أو نصارى تهتدوا ثُمّ قَالَ العليم بما قَالُوا قل لَهُمْ صِبْغَةَ اللَّهِ التي صبغ الناس عليها وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً يعني الْإِسْلام لقولهم للمؤمنين اتبعوا ديننا فَإنَّهُ ليس دين إلا ديننا [٢٣ ب] يَقُولُ اللَّه- ﷿ دين اللَّه ومن أحسن من اللَّه دينا يعني الْإِسْلام وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ- ١٣٨- يعني موحدون قُلْ أَتُحَاجُّونَنا فِي اللَّهِ يَقُولُ أتخاصموننا فِي اللَّه وَهُوَ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ، فَقَالَ لهم: وَلَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ- ١٣٩- يقول لنا

(١) ساقط من أ. [.....] (٢) سورة البقرة: ١٧٦ وتمامها ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتابِ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ.

1 / 142