Tafsir Muqatil
تفسير مقاتل بن سليمان
Investigator
عبد الله محمود شحاته
Publisher
دار إحياء التراث
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٢٣ هـ
Publisher Location
بيروت
وذلك أن بني إِسْرَائِيل خرجوا مَعَ يوشع بن نون بن اليشامع بن عميهوذ بن غيران بن شونالخ بن إفراييم بن يُوسُف- ﵇ من أرض التيه إلى العمران حيال أريحا وكانوا أصابوا خطيئة فأراد اللَّه- ﷿ أن [١٢ ب] يغفر لهم وكانت الخطيئة أن مُوسَى- ﵇ كان أمرهم أن يدخلوا أرض أريحا التي فيها الجبارون فلهذا «١» قال لهم: قولوا حطة، يعني بحطة حط عنا خطايانا. ثُمّ قال: نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ- ٥٨- الَّذِين لَمْ يصيبوا خطيئة، فزادهم اللَّه إحسانا إلى إحسانهم، فَلَمَّا دخلوا إلى الباب فعل «٢» المحسنون ما أمروا به وقَالَ الآخرون: هطا سقماثا يعنون حنطة حمراء. قَالُوا: ذَلِكَ استهزاء وتبديلا، لما أمروا به فدخلوا مستقلين فذلك قوله- ﷿: فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا يعنى عذابا مِنَ السَّماءِ كقوله فى سورة الأعراف: قالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ «٣» يعني عذابا ويُقَالُ الطاعون ويُقَالُ الظلمة شَبَّه النار بِما كانُوا يَفْسُقُونَ- ٥٩- وأهلك منهم سبعون ألفا فِي يوم واحد عقوبة لقولهم هطا سقماثا فهذا القول ظلمهم.
وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ وهم فِي التيه، قَالُوا: من أَيْنَ لنا شراب نشرب؟ فدعا مُوسَى- ﵇ ربه أن يسقيهم فأوحى اللَّه- ﷿ إلى مُوسَى- ﵇ فَقُلْنَا «٤» اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ وكان الحجر خفيفا مربعا فضربه فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ «٥» من الحجر اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْنًا فرووا بإذن اللَّه- ﷿ وكانوا اثني عشر سبطا لكل سِبْط من بني إِسْرَائِيل عين تجري عَلَى حدة لا يخالطهم غيرهم «٦» . فذلك قوله- سُبْحَانَهُ-: قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ
(١) فى أ: فلها.
(٢) فى أ: فعلوا.
(٣) سورة الأعراف: ٧١.
(٤) فى أ: أن.
(٥) فى أ: وانفجرت.
(٦) فى أ: غيره.
1 / 110