Tafsīr Muqātil b. Sulaymān
تفسير مقاتل بن سليمان
Editor
عبد الله محمود شحاته
Publisher
دار إحياء التراث
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٢٣ هـ
Publisher Location
بيروت
فعاينوه لَقُضِيَ الْأَمْرُ يعني «لنزل العذاب بهم» «١» ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ- ٨- يعني ثُمّ لا يناظر بهم حَتَّى يعذبوا لأن الرسل إذا كُذبت جاءت الملائكة بالعذاب يقول الله: وَلَوْ جَعَلْناهُ هذا الرسول مَلَكًا لَجَعَلْناهُ رَجُلًا يعني فِي صورة رَجُل حَتَّى يطيقوا النظر إليه لأن الناس لا يطيقون النظر [١١٤ أ] إلى صورة الملائكة، ثُمّ قَالَ: وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ يعني ولشبهنا عليهم ما يَلْبِسُونَ- ٩- يعني ما يشبهون عَلَى أنفسهم بأن يقولوا ما هَذَا إِلَّا بشر مثلكم «٢» وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ وذلك أن مكذبي الأمم الخالية، أخبرتهم رسلهم بالعذاب فكذبوهم، بأن العذاب لَيْسَ بنازل بهم. فَلَمَّا كذب كفار مكة النَّبِيّ- ﷺ بالعذاب حين أوعدهم استهزءوا منه، فأنزل الله يعزي نبيه- ﷺ ليصبر عَلَى تكذيبهم إياه بالعذاب فَقَالَ: وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ يا محمد كَمَا استهزئ بك فِي أمر العذاب فَحاقَ يعني فدار بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ يعنى من الرسل ما كانُوا بِهِ يعنى بالعذاب يَسْتَهْزِؤُنَ- ١٠- بأنه غَيْر نازل بهم، ثُمّ وعظهم ليخافوا، فَقَالَ: قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ- ١١- بالعذاب كان عاقبتهم الهلاك يحذر كفار مكة بمثل عذاب الأمم الخالية قُلْ لكفار مكة: لِمَنْ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ من الخلق، فردوا عَلَيْه فِي الرعد «٣» قَالُوا: «اللَّه» «٤» فِي قراءة أَبِي بن كَعْب وابن مَسْعُود فِي تكذيبهم بالبعث قَالُوا اللَّه. قُلْ «٥» لِلَّهِ كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ فى تأخير
(١) من ل، وفى أ: لنزل الأمر: العذاب بهم.
(٢) ما بين القوسين «...» زيادة من الجلالين لتوضيح الكلام.
(٣) فى أ: فى الوعد، ل: فى الرعد.
(٤) الله: ساقط من أ، ومثبت فى ل.
(٥) فى أ، ل: قالوا.
وقد أشار إلى الآية ١٦ من سورة الرعد وبدايتها قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ....
1 / 551