Tafsīr Muqātil b. Sulaymān
تفسير مقاتل بن سليمان
Editor
عبد الله محمود شحاته
Publisher
دار إحياء التراث
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٢٣ هـ
Publisher Location
بيروت
وأبي لبابة: إن أمركم محمد بالجلد فاقبلوه «وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ» يعني الجلد، وإن أمركم بالرجم «فَاحْذَرُوا» فَإنَّهُ نَبِيّ. قَالَ اللَّه- ﷿: وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولئِكَ الَّذِينَ يعني اليهود لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ من الكفر حين كتموا أمر الرجم ونعت محمد- ﷺ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ يعني به اليهود وهم أَهْل قريظة: أما الخزي الَّذِي نزل بهم فهو القتل والسبي وأما خزي أَهْل النضير فهو الخروج من ديارهم وأموالهم وجناتهم فأجلوا إلى الشام: إلى أذرعات وأريحا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ- ٤١- يعني ما عظم من النار. ثُمّ قَالَ: سَمَّاعُونَ يعني قوالون لِلْكَذِبِ للزور منهم كَعْب بن الأشرف، وكعب بن أسيد، ومالك بن الضيف، ووهب بن يهوذا أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ يعني الرشوة فِي الْحُكْم كَانَت اليهود قَدْ جعلت لهم جعلا فِي كُلّ سنة عَلَى أن يقضوا لهم بالجور، يَقُولُ اللَّه- ﷿: فَإِنْ جاؤُكَ يا محمد فِي الرجم فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ يعنى بالعدل إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ- ٤٢- يعني الَّذِين يعدلون فِي الْحُكْم، ثُمّ نسختها الآية التي جاءت بعد «١» وهي قوله: «وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ [١٠١ أ] إليك» فِي الكتاب أن الرجم عَلَى المحصن والمحصنة وَلا ترد الْحَكَم «وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ» يعني كَعْب بن الأشرف، وكعب بن أُسَيْد، ومالك بن الضيف.
(١) فى أ: نسختها الآية التي بعدها. مع أن هناك ست آيات بينهما. فالآية المذكورة رقم ٤٢، والآية المشار إليها رقم ٤٩.
1 / 478