Tafsir Muqatil
تفسير مقاتل بن سليمان
Investigator
عبد الله محمود شحاته
Publisher
دار إحياء التراث
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٢٣ هـ
Publisher Location
بيروت
أخبر بمستقر الْمُؤْمِنِين، فَقَالَ- سُبْحَانَهُ-: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ يعني البساتين تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَدًا لا يموتون، لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ يعني النّساء مُطَهَّرَةٌ يعني المطهرات من الحيض والغائط والبول والقذر كله وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا يعني أكنان القصور ظَلِيلًا- ٥٧- يعني لا خلل فيها إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها نزلت فى عثمان ابن طَلْحَة بن عَبْد اللَّه الْقُرَشِيّ «١»، صاحب الكعبة فِي أمر مفاتيح الكعبة وذلك
أن الْعَبَّاس بن عَبْد الْمُطَّلِب- ﵁ قَالَ للنبي- ﷺ:
اجعل فينا السقاية والحجابة، لنسود بها الناس، وَقَدْ كان أَخَذَ المفتاح من عُثْمَان حين افتتح مكة. فَقَالَ عُثْمَان بن طَلْحَة للنبي- ﷺ: «إن كُنْت تؤمن بِاللَّه واليوم الآخر فادفع إليّ المفتاح» . فدفع النَّبِيّ- ﷺ المفتاح ثُمّ أخذه ثلاث مرات ثُمّ إن النَّبِيّ- ﷺ طاف بالبيت فأنزل اللَّه- ﵎ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها فَقَالَ النَّبِيّ- ﷺ لعثمان: خذه بأمانة اللَّه حين دفع إِلَيْهِ المفتاح.
فَقَالَ الْعَبَّاس- ﵁ للنبي- ﷺ: جعلت السقاية فينا والحجابة لغيرنا. فَقَالَ النَّبِيّ- ﷺ: أما ترضون
(١) هذا الأثر ورد فى الدر المنثور للسيوطي، ٢/ ١٧٤: أخرج ابن مردويه من طريق الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.. إلى آخر الأثر المذكور. وفى أسباب النزول للواحدي ٩٠:
أخبرنا أبو حسان المزكى، قال: أخبرنا هارون بن محمد الأسترابادي، قال: حدثنا أبو محمد الخزاعي، قال:
حدثنا أبو الوليد الأزرقى، قال: حدثني جدي عن سفيان عن سعيد بن سالم عن ابن جريج عن مجاهد فى قول الله- تعالى-: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها قال: نزلت فى ابن طلحة ... وساق الأثر المذكور. وفى أسباب النزول للسيوطي ص ٦٦: أثر عن ابن عباس وثان عن ابن جريج يوافقان ما ذكره مقاتل.
1 / 381