Tafsir Muqatil
تفسير مقاتل بن سليمان
Investigator
عبد الله محمود شحاته
Publisher
دار إحياء التراث
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٢٣ هـ
Publisher Location
بيروت
فِي البيوت. ثُمّ ذكر البكرين اللذين لَمْ يحصنا فقال- ﷿:
وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ يعني الفاحشة وَهُوَ الزنا منكم فَآذُوهُما باللسان يعني بالتعيير والكلام القبيح، بما عملا وَلا حبس عليهما لأنهما بكران فيعيران ليندما ويتوبا يَقُولُ اللَّه- ﷿: فَإِنْ تابا من الفاحشة وَأَصْلَحا العمل فيما بقي فَأَعْرِضُوا عَنْهُما يعني فلا تسمعوهما الأذى بعد التوبة إِنَّ اللَّهَ كانَ تَوَّابًا رَحِيمًا- ١٦- ثُمّ أنزل اللَّه- ﷿ فِي البكرين فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ «١» فنسخت هَذِهِ الآية «٢» التي فِي النور الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ «٣»
فَلَمَّا أمر اللَّه- ﷿ بالجلد قَالَ النَّبِيّ- ﷺ: اللَّه أكبر، جاء اللَّه بالسبيل البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة، والثيب بالثيب جلد مائة ورجم «٤» بالحجارة، فأخرجوا من البيوت فجلدوا مائة، وحدوا فلم يحبسوا «٥» .
فذلك قوله- ﷿ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا يعنى مخرجا من الحبس «يجلد البكر ورجم المحصن» «٦» إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ يعني التجاوز عَلَى اللَّه لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ فكل ذنب يعمله الْمُؤْمِن فهو جهل منه ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ يعني قبل الموت فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ يعني يتجاوز عَنْهُمْ وَكانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا- ١٧- وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ يعني الشرك حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ
(١) سورة النور: ٢.
(٢) فى أ: الآية، ل الآية:
(٣) ما بين الأقواس «...» من ل. وليس فى أ. [.....]
(٤) فى أ: ورجما
(٥) أى أن آية النور الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي ... الآية. نسخت آيتي النساء ١٥- ١٦ الداعيتين إلى الحبس والإيذاء لمن ارتكب الفاحشة.
(٦) ما بين الأقواس «...» ليس فى ل.
وفى أ: مخرجا من الحبس ورجم المحصن وقد زدت ما اقتضاه المقام.
1 / 363