223

Tafsir Muqatil

تفسير مقاتل بن سليمان

Investigator

عبد الله محمود شحاته

Publisher

دار إحياء التراث

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٣ هـ

Publisher Location

بيروت

من الكفر حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ فِي علمه حَتَّى يميز أَهْل الكفر من أهل الإيمان [٦٧ أ] نظيرها فِي الأنفال «١» . ثُمّ قَالَ- سُبْحَانَهُ-: وَما كانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وذلك أن الكفار قَالُوا: إن كان محمد صادقا فليخبرنا بمن يؤمن مِنَّا، ومن يكفر. فأنزل الله- ﷿: وَما كانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ يعني ليطلعكم عَلَى غيب ذَلِكَ إِنَّمَا الوحي إلى الْأَنْبِيَاء بِذَلِك. فذلك قوله- سُبْحَانَهُ-: وَلكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي يستخلص مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشاءُ فيجعله رسولا فيوحي إِلَيْهِ ذَلِكَ لَيْسَ الوحي إلا إلى الأنبياء فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ يعني صدقوا بتوحيد اللَّه- تَعَالَى- وبرسالة محمد- ﷺ وَإِنْ تُؤْمِنُوا يعني تصدقوا بتوحيد اللَّه- تَعَالَى- وَتَتَّقُوا الشرك فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ- ١٧٩- وَلا يَحْسَبَنَّ «٢» الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ يعني بما أعطاهم اللَّه من فضله يعني من الرزق وبخلوا بالزكاة أن ذَلِكَ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ البخل هُوَ «٣» شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وذلك أن كنز أحدهم يتحول شجاعا أقرع ذكر، ولفيه زبيبتان كَأَنَّهما جبلان فيطوق به فِي عنقه فينهشه فيتقيه بذراعيه فيلتقمهما «٤» حَتَّى يقضى بين الناس فلا يزال معه حَتَّى يساق إلى النار ويغل، وذلك قوله- سُبْحَانَهُ-

(١) يشير إلى قوله- تعالى-: لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ سورة الأنفال: ٣٧. (٢) فى أ: تحسبن. (٣) هو: ساقطة من أ، ل. (٤) فى أ: فيلتقعهما.

1 / 318