Tafsir Majmac Bayan
مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1
(1) - على حد معه صقر صائدا به و بالغ الكعبة ويستقيم أن يكون أيضا استئنافا والوجه الثاني أن يكون لا يؤمنون خبر إن ويكون قوله «سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم» اعتراضا بين الخبر والاسم فلا يكون له موضع من الإعراب كما حكم على موضعه بالرفع بالوجه الأول فأما إذا قدرت هذا الكلام على ما عليه المعنى فقلت سواء عليهم الإنذار وتركه كان سواء خبر المبتدأ لأنه يكون تقديره الإنذار وتركه مستويان عليهم وإنما قلنا أنه مرتفع بالابتداء على ما عليه التلاوة لأنه لا يجوز أن يكون خبرا فإنه ليس في ظاهر الكلام مخبر عنه وإذا لم يكن مخبر عنه بطل أن يكون خبرا فإذا فسد ذلك ثبت أنه مبتدأ وأيضا فإنه قبل الاستفهام وما قبل الاستفهام لا يكون داخلا في حيز الاستفهام فلا يجوز إذا أن يكون الخبر عما في الاستفهام متقدما على الاستفهام ونظير ما في الآية من أن خبر المبتدأ ليس المبتدأ ولا له فيه ذكر ما أنشده أبو زيد :
فإن حراما لا أرى الدهر باكيا # على شجوة إلا بكيت على عمرو
وقوله «أأنذرتهم أم لم تنذرهم» لفظه لفظ الاستفهام ومعناه الخبر وهذه الهمزة تسمى ألف التسوية والتسوية آلتها همزة الاستفهام وأم تقول أزيد عندك أم عمرو تريد أيهما عندك ولا يجوز في مكانها أو لأن أو لا يكون معادلة الهمزة وتفسير المعادلة أن تكون أم مع الهمزة بمنزلة أي فإذا قلت أزيد عندك أو عمرو كان معناه أحد هذين عندك ويدل على ذلك أن الجواب مع زيد أم عمرو يقع بالتعيين ومع أزيد أو عمرو يقع بنعم أو لا وإنما جرى عليه لفظ الاستفهام وإن كان خبرا لأن فيه التسوية التي في الاستفهام ألا ترى أنك إذا قلت سواء علي أقمت أم قعدت فقد سويت الأمرين عليك كما إنك إذا استفهمت فقلت أقام زيد أم قعد فقد استوى الأمران عندك في الاستفهام وعدم علم أحدهما بعينه فلما عمتهما التسوية جرى على هذا الخبر لفظ الاستفهام لمشاركته له في الإبهام فكل استفهام تسوية وإن لم يكن كل تسوية استفهاما وقال النحويون إن نظير سواء في هذا قولك ما أبالي أقبلت أم أدبرت لأنه وقع موقع أي فكأنك قلت ما أبالي أي هذين كان منك وما أدري أحسنت أم أسأت وليت شعري أقام أم قعد وقال حسان :
ما أبالي أنب بالحزن تيس # أم لحاني بظهر غيب لئيم
ومثله في أنه في صورة الاستفهام وهو خبر قول جرير :
ألستم خير من ركب المطايا # وأندى العالمين بطون راح
Page 127