Tafsir Majmac Bayan
مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1
(1) - يلزم كاد لأن كاد قريب من الحال وقد استعمل كاد مع أن في الشعر أنشد الأصمعي :
كادت النفس أن تفيض عليه # إذ ثوى حشو ريطة وبرود.
[القصة]
كان السبب في أمر الله تعالى بذبح البقرة فيما رواه العياشي مرفوعا إلى الرضا (ع) أن رجلا من بني إسرائيل قتل قرابة له ثم أخذه وطرحه على طريق أفضل سبط من أسباط بني إسرائيل ثم جاء يطلب بدمه فقالوا لموسى سبط آل فلان قتل فأخبرنا من قتله قال ائتوني ببقرة @QUR@ «قالوا أتتخذنا هزوا» الآية ولو أنهم عمدوا إلى بقرة أجزأتهم ولكن شددوا فشدد الله عليهم «قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك» أي لا صغيرة ولا كبيرة إلى قوله «قالوا الآن جئت بالحق» فطلبوها فوجدوها عند فتى من بني إسرائيل فقال لا أبيعها إلا بملء مسكها ذهبا فجاءوا إلى موسى فقالوا له قال فاشتروها قال وقال لرسول الله ص بعض أصحابه أن هذه البقرة ما شأنها فقال إن فتى من بني إسرائيل كان بارا بأبيه وأنه اشترى سلعة فجاء إلى أبيه فوجده نائما والإقليد تحت رأسه فكره أن يوقظه فترك ذلك واستيقظ أبوه فأخبره فقال له أحسنت خذ هذه البقرة فهي لك عوض لما فاتك قال فقال رسول الله ص انظروا إلى البر ما بلغ بأهله
الأسباط ثم ادعوا عليهم القتل فاحتكموا إلى موسى (ع) فسأل من عنده في ذلك علم فقالوا أنت نبي الله وأنت أعلم منا فأوحى الله تعالى إليه أن يأمرهم بذبح بقرة فأمرهم موسى (ع) أن يذبحوا بقرة ويضرب القتيل ببعضها فيحيي الله القتيل فيبين من قتله وقيل قتله ابن عمه استبطاء لموته فقتله ليرثه و قيل إنما قتله ليتزوج بنته وقد خطبها فلم ينعم له وخطبها غيره من خيار بني إسرائيل فأنعم له فحسده ابن عمه الذي لم ينعم له فقعد له فقتله ثم حمله إلى موسى فقال يا نبي الله هذا ابن عمي قد قتل فقال موسى من قتله قال لا أدري وكان القتل في بني إسرائيل عظيما فعظم ذلك على موسى (ع) وهذا هو المروي عن الصادق (ع) .
المعنى
هذه الآيات معطوفة على ما تقدمها من الآيات الواردة في البيان لنعم الله تعالى على بني إسرائيل ومقابلتهم لها بالكفران والعصيان فقال واذكروا أيضا من نكثكم ميثاقي الذي أخذته عليكم بالطاعة «إذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا» قال قوم موسى له أتسخر بنا حيث سألناك عن القتيل فتأمرنا بذبح بقرة وإنما قالوا ذلك لتباعد ما بين الأمرين في الظاهر مع جهلهم بوجه الحكمة فيما أمرهم بهلأن موسى ع أمرهم بالذبح ولم يبين لهم أن الذبح لأي معنى فقالوا أي اتصال لذبح البقرة بما ترافعنا فيه إليك فهذا استهزاء بنا «قال أعوذ بالله أن أكون من
Page 273