187

Tafsir Kabir

التفسير الكبير

Genres

[البقرة: 228] و

يرضعن

[البقرة: 233] خبران لفظا؛ وأمران معنى.

والرفث: قال ابن عباس: (هو مراجعة النساء بذكر الجماع). والفسوق: قال ابن عمر: (هو ما نهى الله عنه في الإحرام). واختار بعضهم هذا القول؛ وقالوا: لو كان المراد به جميع المعاصي لكان لا يخص بالنهي عنها حالة الإحرام.

وقال ابن عباس وجماعة من المفسرين: (المراد بها جميع المعاصي). وفائدة تخصيص حالته هذه بالنهي فهو تعظيم حرمة هذه العبادة؛ كما يقال: لا تغتب في صومك؛ وكما قال صلى الله عليه وسلم:

" إذا كان يوم صوم أحدكم؛ فلا يرفث؛ ولا يجهل، وإن جهل عليه فليقل: إني صائم ".

قوله تعالى: { ولا جدال في الحج } قال بعضهم: الجدال: أن تجادل صاحبك حتى تغضبه أو يغضبك. وقيل: كانت قريش تقف بالمزدلفة؛ وكانت اليمن وربيعة تقف بعرفة خارج الحرم؛ وكان كل فريق منهم يجادل صاحبه في الموقف؛ فنزلت هذه الآية.

قوله سبحانه وتعالى: { وما تفعلوا من خير يعلمه الله }؛ أي ما تفعلوا من أسباب الحج وترك الرفث والفسوق والجدال يعلمه الله؛ أي يقبله منكم فيجزيكم عليه، والله تعالى عالم من دون أن يفعلوا، ولكن المراد به يعلمه الله مفعولا؛ وكان من قبله يعلمه غير مفعول. وأراد الله بهذا الحث على فعل الخير ودل به على العدل؛ إذ بين أنه لا يجازي العبد على ما يعلمه منه، وإنما يجازيه على ما يقع منه.

قوله عز وجل: { وتزودوا فإن خير الزاد التقوى }؛ أي تزودوا في سفر الحج والعمرة ما تكفون به وجوهكم عن المسألة. نزلت في قوم كانوا يخرجون بأهاليهم بغير زاد ويتكلون على الناس؛ ويسمون أنفسهم المتوكلة، يقولون: نحج بيت ربنا والله رازقنا.

وقيل: نزلت في قوم يتركون أزوادهم ويصيبون في حجهم من أهل الطريق ظلما؛ فبين الله تعالى أن الزاد هو أن تتقوا ما لا يحل، لا أن تلقوا أزوادكم وتصيروا كلا على الناس.

Unknown page