شديد العذاب
[البقرة: 165] أي شديد العذاب وقت تبرأ المتبعون من التابعين، { ورأوا العذاب } ، جميعا ودخلوا في النار جميعا وعاينوا ما فيها. قرأ مجاهد بتقديم الفاعلين على المفعولين؛ وقرأ الباقون بالضد. (والتابعون هم الأتباع والضعفاء والسفلة) قاله أكثر المفسرين. وقال السدي: (هم الشياطين يتبرأون من الإنس).
قوله تعالى: { وتقطعت بهم الأسباب } ، قال ابن عباس ومجاهد وقتادة: (يعني أسباب المودة والوصلات التي كانت بينهم في الدنيا، فصارت محبتهم عداوة). وقال الكلبي: (يعني بالأسباب الأرحام). وقال أبو روق: (الحلف والعهود التي كانت بينهم في الدنيا؛ وتقطع بينهم الأسباب؛ أي لا سبب يبقى لهم إلى رحمة الله تعالى بوجه من الوجوه).
[2.167]
قوله تعالى: { وقال الذين اتبعوا }؛ أي قال السفلاء والخدم: { لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا }؛ أي قالوا: لو أن لنا رجعة إلى الدنيا لتبرأنا منهم كما تبرأوا منا في الآخرة، يقول الله تعالى: { كذلك يريهم الله أعمالهم }؛ التي عملوها في الدنيا لغير الله؛ { حسرات عليهم }؛ أي كما أراهم العذاب؛ وكما تبرأ بعضهم من بعض كذلك يريهم الله أعمالهم التي عملوها في الدنيا لغير الله حسرات عليهم؛ أي ندمات عليهم كما أراهم تبرأ بعضهم عن بعض. وقيل: أراد أعمالهم الصالحة التي عملوها. قال السدي: (ترفع لهم الجنة فينظرون إليها وإلى تبوئهم فيها لو أطاعوا الله، فيقال لهم: تلك منازلكم لو أطعتم الله تعالى؛ ثم يمنعون عنها، فذلك حين يندمون). وقوله تعالى: { وما هم بخارجين من النار }؛ أي التابعون والمتبوعون.
[2.168-169]
قوله عز وجل: { يأيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا }؛ أي من الزروع والأنعام وغير ذلك مما أحل الله لكم. والطيب صفة للحلال؛ وهما واحد، ويجوز أن يكون الحلال المستلذ. { ولا تتبعوا خطوات الشيطان }؛ أي لا تسلكوا طريقه التي يدعوكم إليها.
وقيل: نزلت هذه الآية في ثقيف وخزاعة وبني عامر بن صعصعة؛ كانوا يحرمون البحيرة والسائبة والوصيلة والحام وبعض الحروث.
ووجه دخول (من) التي هي للتبعيض: أن كل ما في الأرض لا يمكن أكله ولا يحل. وقوله تعالى { حلالا طيبا } انتصبا على الحال. وقيل: على المفعول؛ أي كلوا حلالا طيبا مما في الأرض.
وقوله: { خطوات الشيطان } قرأ شيبة ونافع وعاصم في رواية أبي بكر، والأعمش وحمزة وأبي عمرو؛ وابن كثير في رواية: بسكون الطاء في جميع القرآن. وقرأ قنبل وحفص: بضم الخاء والطاء في جميع القرآن. وقرأ علي رضي الله عنه وسلام عليه: بضم الخاء والطاء وهمزة بعد الطاء. وقرأ أبو السمال العدوي وعبيد بن عمير: (خطوات) بفتح الخاء والطاء.
Unknown page