Tafsir Kabir

Tabarani d. 360 AH
115

Tafsir Kabir

التفسير الكبير

Genres

وسبب نزول هذه الآية: أن عبدالله بن سلام دعا ابني أخيه مسلمة ومهاجر إلى الإسلام، وقال لهما: قد علمتما أن الله تعالى قال في التوراة: (إني باعث من ولد إسماعيل نبيا اسمه أحمد، فمن آمن به فقد اهتدى ورشد؛ ومن لم يؤمن به فملعون) فأسلم مسلمة وأبى مهاجر أن يسلم. فأنزل الله تعالى: { ومن يرغب عن ملة إبراهيم } أي يترك دينه وشريعته.

يقال: رغبت في الشيء؛ إذا أردته، ورغبت عنه؛ إذا تركته. والرغبة في اللغة: محبة ما للنفس فيه منفعة. ولهذا لا يجوز في صفات الله: راغب.

قوله تعالى: { إلا من سفه نفسه } أي خسر وهلك. وقال الكلبي: (ضل من قبل نفسه). وقال بعض أهل اللغة: سفه بمعنى يسفه، وقيل: { سفه نفسه } أي جهل نفسه بمعنى لم يتفكر في نفسه أن لها خالقا. وقيل: سفه في نفسه؛ إلا أنه حذف الخافض فنصب، مثل قوله تعالى:

ولا تعزموا عقدة النكاح

[البقرة: 235] أي على عقدة النكاح. ويقال: ضربته الظهر والبطن؛ أي على الظهر والبطن؛ وأصل السفه والسفاهة: الجهل وضعف الرأي.

قوله تعالى: { ولقد اصطفيناه في الدنيا }؛ أي للرسالة. وأصل الطاء فيه التاء، جعلت طاء لقرب مخرجها ولتطوع اللسان به. قوله تعالى: { وإنه في الآخرة لمن الصالحين }؛ أي الفائزين. قاله الزجاج. وقيل: المستوجبين للكرامة. وقيل: في الآية تقديم وتأخير، تقديره: ولقد اصطفيناه في الدنيا والآخرة وإنه لمن الصالحين، نظيره في سورة النحل:

وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين

[النحل: 122].

[2.131]

قوله تعالى: { إذ قال له ربه أسلم }؛ أي استقم على الإسلام واثبت عليه؛ لأنه كان مسلما كقوله تعالى:

Unknown page