Tafsīr Jawāmiʿ al-Jāmiʿ
تفسير جوامع الجامع
Editor
مؤسسة النشر الإسلامي
Edition Number
الأولى
Publication Year
1418 AH
Your recent searches will show up here
Tafsīr Jawāmiʿ al-Jāmiʿ
Al-Shaykh al-Ṭabrisī (d. 548 / 1153)تفسير جوامع الجامع
Editor
مؤسسة النشر الإسلامي
Edition Number
الأولى
Publication Year
1418 AH
فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا) * (99) * (توفيهم) * يجوز أن يكون ماضيا كقراءة من قرأ: " توفتهم " (1)، ويجوز أن يكون مضارعا بمعنى تتوفاهم، وقرئ في الشواذ: " توفاهم " (2) فيكون مضارع " وفيت "، والمعنى: أن الله يوفي الملائكة أنفسهم فيتوفونها، أي: يمكنهم من استيفائها فيستوفونها * (ظالمي أنفسهم) * في حال ظلمهم أنفسهم * (قالوا) * أي:
قال الملائكة للمتوفين: * (فيم كنتم) * أي: في أي شئ كنتم من أمر دينكم؟ * (قالوا كنا مستضعفين في الأرض) * وهم جماعة أسلموا بمكة ولم يهاجروا حين كانت الهجرة فريضة، فلما خرج المشركون إلى بدر لم يخلفوا أحدا إلا صبيا أو مريضا أو شيخا كبيرا، فخرج هؤلاء معهم فلما نظروا إلى قلة المسلمين ارتابوا، فأصيبوا فيمن أصيب من المشركين بهم، فنزلت (3) الآية فيهم، وصح قولهم: * (كنا مستضعفين) * جوابا عن * (فيم كنتم) * لأنه كالتوبيخ لهم بأنهم لم يكونوا في شئ من الدين حيث قدروا على المهاجرة ولم يهاجروا، فاعتذروا مما وبخوا به بالاستضعاف وأنهم لم يتمكنوا من الهجرة، فبكتهم الملائكة بأن قالوا: * (ألم تكن أرض الله وا سعة فتهاجروا فيها) * أي: كنتم قادرين على الخروج من مكة إلى بعض البلاد التي لا تمنعون فيها من إظهار دينكم، وهذا يدل على أن الإنسان إذا كان في بلد لا يتمكن فيه من إقامة أمر الدين لبعض العوائق وعلم أنه في غير بلده أقوم بحق الله وجبت عليه المهاجرة.
وفي الحديث: " من فر بدينه من أرض إلى أرض وإن كان شبرا من الأرض
Page 433
Enter a page number between 1 - 2,299